لم يُفقد الأمل وما زال هناك منه فسحة لنتشبث بها رغم صغرها وضآلتها، مباراة كبيرة للأزرق أمام الأردن، وتألق واضح لبعض اللاعبين، وشوط ثان مميز أبقى على الأمل الضئيل في المنافسة على إحدى بطاقات التأهل للملحق على الأقل، لكن رغم كل ذلك يجب ألا ننسى الأخطاء الواضحة في المباراة المذكورة أو سابقاتها في التصفيات النهائية لمونديال 2026 أو المشاكل التي نعاني منها منذ أمد بعيد، حتى نحاول العمل على تلافيها أو تصحيح ما يمكن منها خلال الفترة المقبلة، واقتناص تلك الفرصة التي كلما شعرنا أو قلنا إنها تلاشت لاحت لنا من جديد بأيدينا أو بمساعدة صديق من الفرق المنافسة في المجموعة، لكن القادم يجب أن يكون بأيدينا إذا كنا جادين في الظفر بها.

وهنا يأتي دور الاتحاد الكويتي لكرة القدم بمجلس إدارته الجديد المنتخب أو «المُزكى»، بقول أصح قبل أيام، برئاسة الشيخ أحمد اليوسف، والذي يجب أن يعي الجميع أنه لا أحد يحق له لومه ومجلس إدارته أو تحميله المسؤولية في حال الفشل «لا سمح الله» في مشوار الوصول إلى كأس العالم 2026، باعتبار أنه ومجلس الإدارة لم يتسلموا المهمة منذ بدايتها حتى يحاسبوا، وهو الأمر الذي قلناه كذلك عن مجلس الإدارة السابق للاتحاد، عندما فشل المنتخب في التأهل لكأس آسيا 2023، لكن هناك الكثير والكثير من العمل المطلوب منهم في الفترة المقبلة، لذلك لن نعفيهم من مسؤولية استغلال الوقت والظروف لمنحنا والكرة الكويتية فريقاً يستطيع أن يظهر بشكل أفضل، وأن يفرض اسمه وبعضاً من هيبته المفقودة.

Ad

ولكي نكون أكثر وضوحاً فإن بطولة «خليجي 26»، التي يصب الجميع من حكومة واتحاد تركيزه عليها للظهور بالمظهر اللافت تنظيمياً، ستعد كذلك فرصة تاريخية للاتحاد للتمكن من إعادة الأزرق إلى لونه الحقيقي ووضع حجر أساس لفريق مستقبلي، ولعل توقيت البطولة جاء ليخدم الاتحاد من أجل هذا الهدف، فالمنتخب يخوض منافساتها وسط مشوار تصفيات المونديال، وهناك فارق زمني مقبول بين موعدها وموعد الجولة القادمة من التصفيات في مارس المقبل، أي أن «خليجي 26» سيكون خير خطة إعداد للفريق وتحضير للقادم، والبحث عن إعطاء الفرصة للاعبين الذين لم يسعفهم الوقت أو الظروف للمشاركة مع المنتخب خلال الفترة الماضية، كما أنها فرصة كذلك للاعتماد على عناصر جديدة تخدم الكويت لفترة طويلة، وهو ما يوجب أن تستغل هذه البطولة ببعد نظر، كما استغلت بطولتا «خليجي 5 و6» في العراق والإمارات، واللتان شاركت فيهما الكويت بمنتخب مختلط، جمع بين الخبرة والشباب، أو المشاركة بمنتخب جديد شاب بالكامل كما «خليجي 7» في سلطنة عمان، وتلك المشاركات أسفرت عن بزوغ وظهور نجوم وأسماء أعطت للكرة الكويتية على مدار سنوات... لذلك أقول يجب أن ننظر إلى المستقبل، وعدم التركيز فقط على طموح الظفر باللقب، فما يحتاجه المنتخب والكويت أكبر بكثير من الكأس الحادية عشرة.

بنلتي

من يلعب للأزرق فهو يمثل الكويت بأسرها بكل أنديتها، وأكبر خطر أن تتحول جماهير المنتخب إلى مشجعي أندية، فهذا يعني أننا نضرب وحدة الفريق وجماهيره في مقتل، لذلك يجب كبح جماح ومحاربة حملات «الموتورين والمخابيل» الشعواء التي يتعرض لها بعض اللاعبين على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب انتماءاتهم للأندية، و«تكفون لا تعطون قيمة للي ماله قيمة إلا بخباله».