مع اتجاه الأوضاع إلى تصعيد كبير في الحرب الأوكرانية بعد قرار الرئيس الأميركي جو بايدن السماح لكييف باستخدام صواريخ أتاكمز الأميركية بعيدة المدى لقصف العمق الروسي، ورفع الحظر عن تزويدها بألغام مضادة للأفراد، كشف مصدر بوزارة الخارجية الإيرانية، لـ «الجريدة»، أن مبعوث الرئيس الروسي الخاص للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، أبلغ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وعدداً من المسؤولين الإيرانيين، استعداد موسكو لتسليم أسلحة وصواريخ أكثر تطوراً للميليشيات المتحالفة مع طهران في إطار «محور المقاومة»، خصوصاً جماعة الحوثي اليمنية، بشرط أن تُستخدَم هذه الصواريخ ضد القوات الأميركية أو أعضاء في حلف ناتو فقط.

وأوضح المصدر أن بوغدانوف أبدى انفتاح بلاده على تسليم صواريخ «أرض - بحر» و«أرض - جو» متطورة لإيران، تتولى الأخيرة تسليمها للحوثيين لمواجهة الضربات الأميركية والبريطانية، مشيراً إلى أن الحوثيين استخدموا بالفعل صواريخ روسية كانوا قد تسلّموها حديثاً في محاولة الاستهداف الأخيرة لحاملة الطائرات الأميركية لينكولن.

Ad

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، نفت الأسبوع الماضي تعرّض «لينكولن» لأي هجوم، مضيفة أن قوات بلادها تصدت بنجاح لهجوم شنّه الحوثيون بـ 8 طائرات مسيّرة و5 صواريخ بالستية مضادة للسفن و3 صواريخ كروز مضادة للسفن، على مدمرتين أميركيتين هما ستوكديل وسبروانس خلال عبورهما مضيق باب المندب.

وذكر المصدر أن بوغدانوف تحدث عن مساعٍ روسية لإنتاج صاروخ لاستهداف طائرات الشبح الأميركية، ويحتاج استخدامه إلى رصد استخباراتي عبر الأقمار الصناعية، موضحاً أن موسكو مستعدة لتسليم نموذج من هذا الصاروخ للحوثيين، وتزويدهم بالدعم الاستخباري لتجربته بشكل فعلي على مقاتلة أميركية.

وأوضح أن المبعوث الروسي أبلغ الإيرانيين مجدداً تحفّظ بلاده عن التعامل مباشرة مع الحوثيين لعدم الإضرار بعلاقاتها مع الدول الخليجية أو بعض الدول العربية، وأنها مستعدة لتسليم حلفاء إيران الآخرين مثل «حزب الله» اللبناني أو الفصائل العراقية المسلحة، هذه الأسلحة بشرط عدم استخدامها ضد إسرائيل، بل ضد واشنطن أو أعضاء «ناتو» فقط.

ولفت إلى أن بوغدانوف أكد للجانب الإيراني أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهتم شخصياً بتسريع تسليم ما هو ضروري لتشغيل بعض مقاتلات «سو 35» التي سلمتها موسكو سابقاً لطهران، كما جدد التزام بلاده بمساعدة إيران في حال تعرضها لهجوم أميركي، وسلّم بعض الصور والأفلام عن تحركات للطائرات الأميركية في المنطقة.

وإذ جدد التزام موسكو بالدفاع عن إيران في المحافل الدولية، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، طلب بوغدانوف من الإيرانيين زيادة وتيرة إنتاج الصواريخ والمسيّرات في المعامل الإيرانية - الروسية المشتركة في روسيا، متحدثاً عن مساعٍ روسية لتحقيق انتصارات كبيرة في أوكرانيا قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير المقبل.