وسط تحذيرات من أن كوريا الشمالية ستشارك «قريبا» في الحرب بأوكرانيا، لوّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام صواريخ أوريشنيك الفرط صوتية ضد دول اوروبية، فيما أجرى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، لقاء «مفاجئا» مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي يفكر في تعيين مبعوث خاص لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وغداة إطلاق موسكو صاروخا بالستيا عابرا للقارات على أوكرانيا لأول مرة، أكد بوتين أن روسيا ستواصل اختبار الصاروخ أوريشنيك (شجرة البندق بالروسية) فرط الصوتي في القتال، وأنها تملك منه مخزونا جاهزا للاستخدام في الحرب، مشددا على أن الصاروخ الذي قال إنه يحلّق بسرعة 10 ماخ، «لا يمكن لأي عدوّ اعتراضه»، وأن روسيا مستعدة لإطلاقه على أي عاصمة أوروبية يتم استخدام صواريخها لمهاجمة روسيا.
وقال بوتين: «نملك مخزونا جاهزا للاستخدام من مثل هذه الأنظمة»، لكنّ مسؤولا أميركيا قال إن السلاح «تجريبي»، مؤكدا أن موسكو تملك عددا محدودا من هذه الصواريخ.
من جهتها، أعربت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، عن تأييدها لاستخدام أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى في دفاعها ضد روسيا، داعية ألمانيا إلى تسليم نظام تاوروس الصاروخي بعيد المدى، بسرعة، إلى كييف. في سياق متصل، توقّع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أن يشارك نحو 10 آلاف عنصر من الجيش الكوري الشمالي موجودين في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا «قريباً» في الحرب، بعد أن «تم دمجهم في التشكيلات الروسية». وقال أوستن للصحافيين إنه «بناء على ما تم تدريب الجنود الكوريين الشماليين للقيام به، والطريقة التي تم بها دمجهم في التشكيلات الروسية، أتوقع تماما رؤيتهم يشاركون في القتال قريبا». ونقلت وكالة رويترز عن مصدر كبير في الجيش الأوكراني أن قوات بلاده خسرت أكثر من 40 في المئة من الأراضي التي سيطرت عليها في منطقة كورسك الروسية، وذلك مع شن القوات الروسية موجات من الهجمات المضادة لاستعادة السيطرة على المنطقة.
وأضاف المصدر «كنا نسيطر على نحو 1376 كيلومتراً مربعا على الأكثر، والآن أصبحت هذه المساحة أصغر بالطبع. العدو يزيد من هجماته المضادة». وذكر «نحن الآن نسيطر على مساحة تقدر بنحو 800 كيلومتر مربع. سوف نحتفظ بهذه المنطقة طالما كان ذلك مناسباً من الناحية العسكرية».في هذه الأثناء، كشف مركز أوبن سورسز (المصادر المفتوحة) البريطاني لتحليل لصور الأقمار الصناعية، أن موسكو سلّمت كوريا الشمالية أكثر من مليون برميل من النفط منذ مارس الماضي، مقابل إرسال الآلاف من القوات لمساعدة روسيا في حربها ضد أوكرانيا، في خطوة قال عنها وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، لـ «بي بي سي»، إن «هذا ثمن الأسلحة والقوات التي أرسلتها بيونغ يانغ إلى موسكو».
لقاء ترامب وروته
من ناحيته، التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مارك روته، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، في اجتماع لم يعلن عنه مسبقا، لكن المتحدثة باسم الحلف، فرح دخل الله، قالت في بيان مقتضب إنه «ناقش مجموعة من قضايا الأمن الدولي التي تواجه الحلف». وكان ترامب قد انتقد خلال ولايته الأولى، مرارا، ما اعتبره نقصا في الاستثمار بالدفاع من قبل الحلفاء الأوروبيين، بل وهدّد في بعض الأحيان بانسحاب الولايات المتحدة من «ناتو». غير أن روته ظل هادئا في أعقاب فوز ترامب بالانتخابات في وقت سابق من هذا الشهر، وقال إنه «من خلال ناتو، لدى الولايات المتحدة 31 صديقا وحليفا، يساعدون في تعزيز المصالح الأميركية، ومضاعفة القوة الأميركية والحفاظ على أمن الأميركيين».
وكشفت 4 مصادر مطلعة أن ترامب يدرس اختيار ريتشارد غرينيل، الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية خلال ولايته السابقة، مبعوثا خاصا للصراع بين روسيا وأوكرانيا. ومن المتوقع أن يؤدي غرينيل، الذي شغل منصب سفير ترامب في ألمانيا، دورا رئيسيا في جهود الأخير لوقف الحرب، إذا تم اختياره في نهاية المطاف لهذا المنصب.
ورغم أنه لا يوجد في الوقت الراهن مبعوث خاص معنيّ بحل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، فإن ترامب يفكر في إنشاء هذا الدور، بعد أن تعهّد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع سريعا، رغم أنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك. وقد تؤدي بعض مواقف غرينيل إلى إثارة حفيظة زعماء أوكرانيا، فقد دعا خلال مائدة مستديرة عقدتها وكالة بلومبرغ في يوليو الماضي، إلى إنشاء «مناطق ذاتية الحكم» كوسيلة لتسوية الصراع، مؤكدا أنه لن يؤيد انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي في المستقبل القريب.
ويشير أنصار غرينيل إلى أنه يتمتع بمسيرة دبلوماسية طويلة ولديه معرفة عميقة بالشؤون الأوروبية، فبالإضافة إلى عمله سفيرا لدى ألمانيا، كان غرينيل أيضا مبعوثا رئاسيا خاصا لمفاوضات السلام في صربيا وكوسوفو. ورفضت المتحدثة باسم فريق ترامب الانتقالي، كارولين ليفات، التعليق، وقالت إن القرارات المتعلقة بموظفي إدارة الرئيس المنتخب «سيستمر في الإعلان عنها بنفسه عندما يتخذها».