أقامت الشاعرة الشيخة أفراح المبارك الصباح حفل عشاء على شرف الروائي والشاعر جلال برجس والروائية د. رشا سمير، في منزل والدها الشيخ مبارك الصباح، الكائن في غرب مشرف، حضره عدد من السفراء، ونخبة من الأدباء والمثقفين، وأيضا أعضاء نادي بيجونڤيليا الأدبي للقراءة، ومؤسس ومدير الملتقى الثقافي الأديب طالب الرفاعي، ومؤسسة «فضفضة» إقبال العيسى.
وساهمت الفعالية في خلق منصة حوار ملهمة، من خلال مناقشة ثرية بين الضيوف، التي عكست التنوع الفكري والثقافي، إلى جانب إلقاء الضيوف شعراً، ومنهم السفيران الليبي والسوداني، إضافة إلى برجس، حيث تميزت الأشعار بصدق المشاعر، واللغة الغنية، والصور الشعرية المتنوعة، وأيضا قرأت د. رشا سمير مقتطفات من روايتها «المسحورة».
حضور جميل
وفي كلمة افتتاحية، قالت الشيخة أفراح المبارك: «شكرا على هذا الحضور الجميل، وفي بداية الأمر أحب أن أرحب بالسفراء وهم: السفير الأردني سنان المجالي، والسفير المصري أسامة شلتوت، والسفير الليبي سليمان الساحلي، والسفير السوداني عوض الكريم الريح بلة، وأحب أن أرحب أيضا بالروائي والشاعر الأردني المعروف جلال برجس، صاحب الروايات الجميلة واللغة الأدبية الفريدة من نوعها، ونحن في نادي بيجونڤيليا مؤخرا قرأنا رواية دفاتر الورّاق، التي تتضمن الكثير من العمق والفلسفة»، مشيرة إلى أنه يزور معرض الكويت للكتاب الحالي، ولافتة إلى أنها أحبت أن تستثمر هذه الفرصة للقاء الضيوف في هذه الأمسية مع د. رشا سمير صاحبة رواية المسحورة.
وعن سبب احتفالية العشاء، أوضحت: «أن السبب الأول هو أنني أحببت أن تكون الاحتفالية فرصة لإحياء مفهوم الصالون الثقافي»، مبينة أن «الصالونات الأدبية بالكويت في فترتي الستينيات والسبعينيات كانت مفعمة بالشخصيات الكبيرة، والأدباء والمثقفين الذين كانت تجمعهم الفكرة والأدب والكلمة، لذلك فإن الهدف من هذه اللقاءات هو الإثراء الثقافي، والتحاور، وهذا ما جبلت عليه الكويت منذ القدم على السفر والتجارة والغوص، مما أدى إلى انفتاح الكويت والكويتيين على ثقافات جديدة، وكان التغير لديهم ليس بغريب، والتجديد ليس بالمستنكر»، ولفتت إلى الرواد الذين قاموا على هذه المبادرات، ومنهم المغفور له الشيخ عبدالله الجابر، الذي عُيِّن رئيسا لمجلس المعارف، ووصفته بأنه «عراب الثقافة والأدب».
وتابعت: «أما السبب الثاني وراء الاحتفالية فهو أنها تأتي تزامنا مع اختيار الكويت عاصمة الثقافة العربية لهذه السنة، لذلك انتهزت الفرصة، ومع معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ 47، وأحببت أن أدعو كوكبة من المفكرين والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي حتى نتداول الآراء والأحاديث الثقافية».
قوة الأواصر
وعبّر السفير الأردني لدى الكويت سنان المجالي عن سعادته لكون الأردن ضيف شرف في معرض الكويت الدولي للكتاب بدورته الحالية، مضيفا: «سعداء جدا بتكريمنا من الجانب الكويتي، وهذا شرف نعتز به، ويدل على مدى قوة الأواصر التي تربط المملكة الأردنية الهاشمية بدولة الكويت الشقيقة، ومدى عمق العلاقة التي يرعاها سمو الأمير مشعل الأحمد، وجلالة الملك عبدالله الثاني، وأيضا اليوم الشيخة أفراح الصباح احتفت بروائيين مميزين، وهذا ليس غريبا على الشيخة المبارك التي لطالما عملت ورعت الثقافة والمثقفين».
الدبلوماسية الناعمة
أما السفير المصري شلتوت فشكر الشيخة المبارك على الاستضافة، ومن مقتطفات حديثه أنه تحدث عن مجلة العربي وعالم المعرفة اللتين أثرتا الوطن العربي، واصفاً الثقافة بأنها عرفت بـ «الدبلوماسية الناعمة»، ولفت إلى أن الثقافة ليس لها حدود.
بدوره، قال السفير الليبي سليمان الساحلي: «شكرا على الدعوة الكريمة، والاحتفاء بالأدب والشعر»، وألقى السفير الساحلي أبياتا شعرية تعكس محبة خاصة للكويت وأهلها عندما جاء للكويت سفيرا منذ عدة سنوات، ولاقت استحسان الحضور وإعجابهم.
أسامة شلتوت: مجلتا العربي وعالم المعرفة أثرتا الوطن العربي... والثقافة ليست لها حدود
وقال السفير السوداني عوض الكريم الريح بلة: «شكرا لهذه الدعوة الرائعة والراقية لتكريم قامة ثقافية وشعرية وروائية في وطننا العربي، وهذا من شأنه أن يحفز لمزيد من الإبداع»، ومن ثم ألقى السفير أبياتا من الشعر في مدح الكويت.
جوانب إنسانية
من جانبها، أكدت عضوة نادي بيجونڤيليا الأدبي للقراءة، فتوح الدلالي، أن الشيخة المبارك هي صاحبة فكرة النادي، الذي بدأ منذ عام 2016، لافتة إلى أن النادي ليس ناديا ثقافيا فقط، ولكنه ناد اجتماعي، ويتضمن جوانب إنسانية جميلة.
وأشارت الدلالي إلى أن عضوات النادي، إلى جانب الشيخة أفراح، هن: هيفاء الصقر، خيرية حسين، منى وسهيلة فرج، رنا الحمد، دلع المفتى، زينب غسان، أسماء العوضي.
الكتاب والكاتب
وتحدث برجس عن استضافة الشيخة أفراح الصباح ليقول: «استضافة كريمة ومقدرة، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الشيخة تهتم كثيرا بالثقافة العربية، وفيها رموزها، وبالتالي هذا تقدير لمكانة الكتاب والكاتب، وأشكرها جدا على هذه الاستضافة التي تشرفني جداً».
وعن زيارته لدولة الكويت، أضاف: «أنا وقعت في غرام الكويت التي أزورها للمرة الأولى، وحينما نتحدث عن الكويت نحن نتحدث عن قامات مهمة وجميلة، وأنا منذ الطفولة، طفولتي البيولوجية والثقافية أيضا، تربيت على سلسلة عالم المعرفة، ومجلة العربي، وكل هذه النتاجات الثقافية التي حققت الوعي لدينا على الصعيد العربي، ونحن الآن في مناسبة عزيزة، وهي أن الأردن ضيف شرف في معرض الكويت الدولي للكتاب، فهو بوابة لتلاقي العرب».
وعلى هامش الاحتفالية، عبّر برجس عن رأيه في معرض الكويت للكتاب، قال: «معرض الكتاب منبر ثقافي مهم، وكان فرصة التقيت خلالها العديد من الكتاب والمثقفين الكويتيين والعرب، فكان مساحة في غاية الأهمية، حيث فتح لي آفاقاً جديدة».
وعن شعوره لكون الأردن ضيف شرف في المعرض، أفاد: «شعور جميل، أولا لأنها تصب في خانة العلاقات العربية، ولكن من جانب مهم جداً، وهو تبادل الثقافات بين البلدين». وردا على سؤال أيهما يفضل الشعر أم الرواية؟ قال: «أنا أنظر إلى الحياة من الزاوية الشعرية هذا أولاً، وأخذت من الشعر روحه الجميلة وقدرته على اقتناص الفكرة ورؤية الأشياء نحو كتابة الرواية، فأنا لا أريد أن أقول أين، لكنني هذه الفترة موجود في الرواية».
مجهود ثقافي
من جانبها، شكرت الروائية والكاتبة الصحافية المصرية، د. رشا سمير، استضافة الشيخة أفراح، وقالت إنها تبذل مجهودا ثقافيا وصفته بـ «العظيم»، لافتة إلى أنها تتابعها على وسائل التواصل. أما على هامش الاحتفالية فوصفت د. سمير الشاعرة أفراح بأنها مبدعة وتهوى العزف والشعر، معلّقة: «أنا تشرفت بمعرفتها وسعيدة جداً، وإن شاء الله يكون لنا لقاء في صالونها الثقافي».
وحول رأيها في الرواية العربية، ذكرت د. سمير: «أرى أن الرواية العربية حققت نجاحا ومركزا متقدما وسط دول العالم أجمع، وهناك روائيون في كل بقاع الوطن العربي»، مؤكدة أن للرواية العربية وقعا، ودخلت حيز الترجمة، ووضعها اختلف عن السابق، فهناك زخم من الروائيين وأعمال كثيرة تصدرت المشهد. وعن رأيها في معرض الكتاب بدورته الحالية قالت إنها لأول مرة تزور معرض الكويت الدولي، معلّقة: «المعرض والفعاليات المقامة منظمة».