حرب لبنان قد تستمر إلى الربيع مع إحباط إسرائيل المفاوضات

واشنطن ملتزمة بحل دبلوماسي وتل أبيب تعتبر تنفيذ اتفاق وقف النار أهم من الاتفاق نفسه

نشر في 24-11-2024
آخر تحديث 23-11-2024 | 19:43
محاولات لإخماد النيران في المبنى الذي قصفته إسرائيل في البسطة ببيروت أمس (أ ف ب)
محاولات لإخماد النيران في المبنى الذي قصفته إسرائيل في البسطة ببيروت أمس (أ ف ب)

مع كل زيارة يجريها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان يستبقها ويستتبعها الإسرائيليون بالتصعيد الكبير في العمليات. تُشاع أجواء إيجابية، ويتوجه هوكشتاين إلى إسرائيل ومن هناك يغيب عن السمع كما يغيب الإسرائيليون عن التصريحات ويكتفون بالتسريبات، على وقع تفعيل العمليات العسكرية وتكثيفها ويواصلون عمليات الاغتيال. ما إن غادر المبعوث الأميركي حتى جدد الإسرائيليون استهداف بيروت الإدارية، والضاحية الجنوبية، إضافة إلى توسيع العمليات البرية.

غارة البسطة

وهناك إصرار إسرائيلي على مواصلة عمليات الاغتيال وارتكاب المجازر كما فعلوا أمس، باستهداف منطقة البسطة المدنية في قلب العاصمة بيروت، في محاولة لاغتيال القيادي في حزب الله محمد حيدر، وهو بحسب المعلومات تولى قيادة العمليات العسكرية بعد اغتيال معظم قادة الحزب، ومعروف أن حيدر هو أحد أبرز المسؤولين الأمنيين، وتربطه علاقة نسب بالقياديين في الحزب وفيق صفا ومحمد عفيف، وهو الذي كان مستهدفاً قبل 4 سنوات في عملية معوض عندما أدخل الإسرائيليون طائرتين مسيرتين لاستهداف أحد المواقع. ونفى حزب الله على لسان أحد نوابه في البرلمان وجود حيدر في المبنى، فيما ترددت معلومات أنه قد يكون نجا من الهجوم، الذي وقع قبل وصوله إلى المبنى المستهدف. وأقرت مصادر أمنية اسرائيلية بأن الغارة كانت تستهدف حيدر لكنها فشلت. وقتل 11 شخصاً في الغارة على الأقل بحسب بيانات السلطات اللبنانية.

وفي توسيع عمليتهم البرية، يسعى الإسرائيليون إلى فرض أمر واقع عسكري وهو السيطرة على مدينة الخيام، التي تعتبر استراتيجية جداً في القطاع الشرقي وفي الإشراف على مناطق واسعة من الجنوب ونهر الليطاني. وذكرت مصادر مقربة من حزب الله أمس، أنه لا يمكن القول إن المدينة سقطت، وأن المقاومة فيها مستمرة. بالإضافة إلى السعي للسيطرة على بلدة البياضة في القطاع الغربي المشرفة على مدينة صور ومن خلالها يمكن قطع الطريق البحري، إلى جانب السعي للسيطرة عل مدينة بنت جبيل في القطاع الأوسط، نظراً لرمزيتها، وبذلك يعتبرون أنهم حققوا نصراً عسكرياً يمكن من خلاله فرض شروطهم. حصل هذا التصعيد على وقع بعض الاتصالات التي أجراها هوكشتاين مع مسؤولين لبنانيين أشار فيها إلى أنه حقق تقدّماً ولكن لا تزال هناك بعض النقاط العالقة، التي تحتاج إلى توضيح وتوافق وهو ما سيعمل عليه. خلاصة القول، إن نتنياهو يرفض الاتفاق حالياً ويسعى إلى كسب الوقت بغية تغيير الوقائع والظروف وقد يحتاج ذلك إلى الانتظار حتى الربيع المقبل.

ليس مضموناً أيضاً، أن يتوقف الإسرائيليون عند حدود الخيام، أو البياضة، أو بنت جبيل، لا بل إن تقدمهم سيفتح شراهتهم على التقدم أكثر وربما السعي للسيطرة على الكثير من المناطق في جنوب نهر الليطاني، وتغيير كل الواقع العسكري واستخدام هذا التوغل لاحقاً في أي مفاوضات حول آليات انسحابهم. في الموازاة يديرون الحرب النفسية أيضاً من خلال الإعلان عن السعي لإنشاء منطقة أمنية أو منطقة عازلة بعمق 5 كلم لن يكون مسموحاً لسكانها أن يعودوا إلى منازلهم فيها، ويرفعون مستوى هذه الحرب إلى حدود الإضاءة على إعلانات يتم نشرها في إسرائيل حول بناء مستوطنات في هذه المناطق وتقديم إعلانات لشراء عقارات.

ما يحاوله الإسرائيليون من وراء ذلك هو فرض أمر واقع عسكري مرّ وسيء جداً على لبنان، ويشكل ورقة ضغط كبيرة لدى تل أبيب لاحقاً عند الوصول إلى اللحظة الجدية في التفاوض لأجل الانسحاب، وعندها سيكون هناك برنامج شروط واضح مقابل إجراء هذا الانسحاب ومن هذه الشروط فرض ترتيبات أمنية وعسكرية بضمانات دولية وخصوصاً أميركية.

أوستن ملتزم

إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن الوزير لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس، وشدد له على «أهمية ضمان سلامة وأمن القوات المسلحة اللبنانية وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)». وتعرضت قوة إيطالية عاملة باليونفيل لإطلاق نار أمس الأول، لكن روما ألمحت إلى تورط حزب الله. كما جدد وزير الدفاع الأميركي التزام بلاده بـ «حل دبلوماسي في لبنان».

من ناحيته، قال كاتس إن «تطبيق الاتفاق مع لبنان أهم من الاتفاق بحد ذاته»، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي ضرب 70 في المئة من قدرات حزب الله الصاروخية.

back to top