منصة التطوير لا التفتيش!
أول العمود:
قرار المحكمة الجنائية الدولية التي طال فيها زعماء الكيان الصهيوني بتأكيده على الدول اعتقالهم أحد أهم نتائج انتفاضة الفلسطينيين، والأول في تاريخ الكيان.
***قرار وزارة الإعلام تدشين منصة (التفتيش) التي تتيح الإبلاغ عن أي كتب أو فيلم أو حفل مخالف جاء في غير محله، وأعتقد أنه سقطة يجب تصحيحها. التوقيت جاء مع افتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب!! وفي ظل اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية!! وهو ما لم يحدث قط منذ أول معرض كتاب في الكويت عام 1975، بل هو قرار غريب ومستهجن تَصَدّر أكبر تظاهرة ثقافية موسمية مهمة ينظر لها الجمهور على أنها مناسبة للحوار وتبادل الخبرات وتعظيم الدور الثقافي الذي يشكل عنصر أمن للدول الصغيرة. في السابق وعندما كان بعض أعضاء مجلس الأمة يقيمون الاستجوابات الخائبة على كِتاب لا يعجبهم في معارض الكتب، كُنّا نفهم تحركاتهم تحت حجج مختلفة منها إسقاط وزير أو فرض أجندات رجعية... لكن اليوم ما الحجة في إصدار قرار كهذا؟! ولماذا استبدلنا بنائب في مجلس الأمة جماهير المعرض ليقوموا بأعمال التفتيش على الكتب نيابة عنه؟
حينما ننتظر نشاطاً ثقافياً فإننا ننتظر حدثاً صحياً عنوانه حرية الكلمة وقيم الحوار، لا التصيد والمخاصمة، ومثل هذه القرارات غير المدروسة لا تأتي بخير للمشهد الثقافي.
المثير للشفقة أنه في اليوم الذي صدر فيه هذا القرار الذي اشتُق اسمه من محاكم التفتيش كان هناك قرار جيد حول افتتاح ثاني مركز لحماية الطفل في دور الرعاية الاجتماعية، وهو مؤشر إنساني جيد لسجل الكويت في المحافل الدولية، لكن الفرحة لم تكتمل حينما تزامن مع قرار (بوابة التفتيش)، هكذا دائماً، وزارة تبني وأخرى تتعثر! كم القوانين التي تملكها وزارة الإعلام يقوم بالواجب بدون (منصة التفتيش) لكن يبدو أنها كانت الملح الذي لا تستقيم معه أي طبخة!
ليت وزاره الاعلام اعلنت عن منصة لتطوير معرض الكتاب يكون للجمهور فرصه لإبداء الكثير من الاقتراحات حوله.