تقوم المصارعة الماليزية المعروفة بنور «فينيكس» ديانا بحركات استباقية مذهلة في الجو، قبل أن تلفّ ذراعيها حول خصمها وترميه على الحلبة وسط تصفيق مئات المتفرجين.
وتمكنت المُصارِعة الماليزية من كسر حاجز النوع الاجتماعي في رياضة يغلب عليها الذكور في ماليزيا.
واستحوذت ابنة الثالثة والعشرين على إعجاب الجمهور بفضل خفّة حركتها وشخصيتها على الحلبة حيت تقاتل الإناث بل والذكور أيضاً، وهي المصارِعة الوحيدة في ماليزيا التي تمارس هذه الرياضة كمهنة.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، تقول نور ديانا، وهو اسم مستعار لعدم رغبتها في ذكر هويتها، «من الصعب جداً أن تصبح المرأة هي الحدث الأبرز خلال المباراة».
وتقول «بعض المشجعين لا يولون اهتمامهم الكامل للمباراة عندما تكون إحدى النساء مشارِكة فيها، فيأخذون استراحات خلال العرض، لعدم اعتبارهم أنّ النساء هنّ على المستوى نفسه من المصارعين الرجال».
وشاركت نور ديانا أخيراً في مباراة نُظمت في بوشونغ في ضاحية العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وتشبه مسابقات المصارعة الاستعراضية في ماليزيا باسلوبها المباريات التي تنظمها مؤسسة «المصارعة العالمية الترفيهية» («دبليو دبليو إي») الأميركية لكن على نطاق محدود جداً.
وعلى غرار مباريات «دبليو دبليو إي»، تنطوي تلك الماليزية على ترفيه أكثر منها على نشاط رياضي، إذ انّ الطرفين يتنافسان في مباراة معروفة النتائج سلفاً.
وبينما تضم «دبليو دبليو إي» عشرات المصارعات الإناث، تُعتبر نور ديانا المصارعة الوحيدة في «أباك ريسلينغ» التي تتخذ من ماليزيا مقراً، مع أنّ المؤسسة تجهد لرفع أعدادهنّ.
«رياضة مخيفة للنساء»
وعام 2015، بدأت نور ديانا تتدّرب على المصارعة الاستعراضية التي كانت حلمها خلال مرحلة المراهقة، ثم انطلقت في مسيرتها بعد بضعة أشهر.
ولم يكن كونها امرأة الحاجز الوحيد الذي واجهته، فعندما انطلقت في هذه الرياضة، قال لها كثيرون إنّها لا تستطيع أن تصبح مصارِعة لأنّها مسلمة ومحجّبة.
ويعتنق أكثر من 60% من سكان ماليزيا البالغ عددهم 33 مليون نسمة الدين الإسلامي ويتحدرون من مجموعة الملايو الأصلية، ويتسم المجتمع بطابع محافظ.
وتمكّنت «فينيكس» من التغلب على التحديات مع تلقيها دعماً كاملاً من عائلتها.
وخلال بطولة نظمتها «أباك ريسلينغ» في ديسمبر على مدى يومين، شارك مصارعون إناث وذكور من أربع دول في مباريات حضرها 300 متفرج في إحدى أكبر صالات العرض في ماليزيا.
وفازت نور ديانا التي يبلغ طولها 1,55 متراً على الأسترالية الأطول منها بكثير ستيف دي لاندر، ونالت بذلك حزام البطلات الإناث.
وتعتبر دي لاندر أنّ هذه الرياضة قد تكون مخيفة للنساء، وتقول «لكن ينبغي الإقدام عليها رغم الشعور بالخوف».
«أكثر من مجرّد إضافات»
وتشكل رؤية المصارعات وهنّ يقمن بحركة السوبلكس القتالية ويسيطرن على الخصم، مصدر إلهام للمتفرجات.
وتقول سياريفا أمين البالغة 26 عاماً «شعرت بالفخر لرؤية عدد كبير من المصارعات، فمن النادر جداً أن نرى الكثير من النساء الأقوياء على الحلبة».
وتضيف «لست من أشد المعجبين بالمصارعة الاستعراضية، لكن رؤيتهنّ على الحلبة تبعث شعوراً بأنّ النساء يستطعن القيام بأي شيء».
ويأمل رئيس «أباك ريسلينغ» عايز شوكت فونسيكا فريد في تنظيم مزيد من البطولات للتركيز على المصارعة النسائية.
ويأسف لأنّ بعض محبي هذه الرياضة ينظرون إلى النساء على أنهنّ مجرد إضافات «لدعم العرض».
ويُتابع «علينا التخلص من الفكرة القائلة بأنّ مصارعة النساء هي فقط لإمتاع النظر، وينبغي أخذهنّ على محمل الجد، فهنّ قادرات على إنجاز مباريات مذهلة».
أما نور ديانا التي تأمل في الانضمام يوماً ما إلى «دبليو دبليو إي» فتتطلّع لـ«مشاركة مزيد من النساء في المباريات».
وتقول «أريد أن أظهر أنّ المصارعة هي كأي رياضة أخرى، ففي البادمنتون مثلاً لدينا رجال ونساء».