بعد عشر سنوات من رئاسة كلاوس يوهانيس، المؤيد المتحمّس لأوكرانيا والمدافع الدؤوب عن القيم الأوروبية، تشهد رومانيا انتخابات بـ «مخاطر كبيرة»، لاسيما أن أغلب استطلاعات الرأي تظهر تقدم مرشح اليمين المتطرف، زعيم حزب «التحالف من أجل وحدة الرومانيين» جورج سيمون (38 عاماً)، الذي لا يخفي إعجابه بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وتوجه الناخبون الرومانيون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وسط مناخ اجتماعي متوتر قد يكون لمصلحة سيمون الذي منحته الاستطلاعات بين 15 و19 في المئة من نوايا التصويت، مما يجعله الأوفر حظاً من بين 25 مرشحاً للمرور للجولة الثانية في مواجهة مباشرة مع رئيس الوزراء الديموقراطي الاشتراكي الحالي مارسيل سيولاكو.
واستفاد سيمون، وفقاً لخبراء، من غضب الرومانيين الذين يعانون الفقر بسبب التضخم القياسي (10 بالمئة في العام الماضي، و5.5 بالمئة في 2024)، في وقت يمثل مروره للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة في 8 ديسمبر المقبل مفاجأة في هذه الدولة الموالية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والتي يبلغ عدد سكانها 19 مليون نسمة والتي قاومت حتى الآن المواقف القومية، ونأت بنفسها عن المجر أو سلوفاكيا. وتحمل هذه الانتخابات «مخاطر كبيرة» رغم أن منصب الرئيس شرفياً، حيث تلعب رومانيا، التي تشترك في حدود طولها 650 كيلومتراً مع أوكرانيا ويحدّها البحر الأسود، دوراً استراتيجياً «حيوياً» لحلف شمال الأطلسي ولعبور الحبوب الأوكرانية، وفق ما أوضح مركز الأبحاث الإستراتيجية في دراسة.
وفي هذا السياق، قال الخبير السياسي كريستيان بارفوليسكو لوكالة فرانس برس إن «الديموقراطية الرومانية في خطر للمرة الأولى منذ سقوط الشيوعية عام 1989»، مشيرا إلى أن جورج سيمون، الذي يرتدي أحياناً قبعة حمراء عليها شعار ترامب، لا يخفي إعجابه بالملياردير الأميركي ويأمل الاستفادة من هذه الرياح المواتية للتيارات المحافظة المتطرفة.
ويعارض سيمون بشكل خاص أي مساعدة عسكرية لكييف والتي حظرته بسبب أنشطته «المناهضة لأوكرانيا»، أو ضد «الفقاعة الفاسدة» في بروكسل، في إشارة للاتحاد الأوروبي، ويدعو إلى رومانيا «أكثر وطنية».