قصيدة: أحمد شوقي أميرُ الشعراء
مرَّ القصيدُ بموكبِ الشُّعَراءِ ليُحَيِّي ركبَ أميرِها المِعطاءِ
شوقي أميرُ الشعرِ في أبياتهِ لُغَةُ البيانِ ومنطقُ الحُكماءِ
رسمتْ قصائدُهُ البديعةُ لوحةً وتطلعتْ مدداً إلى العلياءِ
فتتوَّجتْ تلك الحروفُ تألقاً وتوضأتْ بالنَّفحةِ البَتْلَاءِ
وتعانقتْ كالزَّاهراتِ تفتُّحاً بعُلَا مقامِ الحضرةِ العصماءِ
وببُردةٍ نَقَشَ الجمالُ قُماشَها حتى غدتْ في حُلَّةٍ خضراءِ
وتتبَّعتْ نهجاً بآفاقٍ لها تُهديكَ لحنَ النغمةِ الرنَّاءِ
ثُمَّ استدارتْ نحو أفلاكِ المُنَى بقصيدةٍ علويةٍ زهراءِ
(وُلد الهدى) نوراً فيَا لجمالها همزيةٍ نبويةٍ حسناءِ
من بعدها بائيةٌ قمريَّةٌ ترنو برونقِها إلى العلياءِ
هي جوهرٌ زادَ النَّقَاءُ بريقَهُ إذْ تحتفي بالمولدِ الوضَّاءِ
نصعتْ بياضاً مُشرقاً متأنِّقاً كالتُّحفةِ المسبوكةِ الشَّمَاءِ
كم للمدائحِ عند شوقي صولةٌ وطنيةٌ في موقفٍ ورثاءِ
كم للطفولةِ قصةٌ شعريةٌ بفوائدٍ جزلى ذوات حُداءِ
وتُراثُ مصرَ ونيلها قد عُطّروا بقصائدٍ للخُلدِ في الجوزاءِ
حتى البلادِ قريبِها وبعيدِها نالت نصيباً من أبِ النُّصَحَاء
وبمسرحٍ متكاملٍ متألقٍ ظهر الأداءُ بهيئةٍ شمَاءِ
أطروحةً للنشءِ في أحوالِهم وهديّةٍ وصلتْ إلى الأبناءِ
من زُمرةٍ عقبوا بُعيدك في الورى أهديك ألفَ تحيةٍ غرَّاءِ
ما زالَ شِعرُكَ بعد قرنٍ قد مضى هو متعةُ القُرَّاءِ والأدباءِ
صلَّى الإلهُ على النبيِّ المصطفى ما أشرقتْ شمسٌ على الأرجاءِ
والآلِ والصَّحبِ الكرام فإنَّهم كالنجمِ يزهو ساطعاً بسماءِ