ضمن النشاط الثقافي الخاص بمعرض الكويت الدولي للكتاب، نظّم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بالتعاون مع «الملتقى الثقافي»، محاضرة بعنوان «مستويات التعبير السردي في متتاليات الدكتور نازل» قدمها د. هيثم الحاج علي، والأديب طالب الرفاعي، وأدارتها الجازي السنافي.
وقال د. الحاج: «المتتاليات القصصية في مجموعة طالب الرفاعي الجديدة تعتبر تجربة خاصة جداً من تجارب الكتابة الإبداعية في الوطن العربي، لأنها تتموضع بين القصة والرواية، وفيها مزج شديد الرهافة بين عالم الواقع وعالم المتخيل السردي، وفيها أيضا تجلى ظهور المؤلف باسمه الحقيقي بوصفه شخصية داخل النص وليس شخصية مركزية، فشخصية الرفاعي المؤلف الحقيقي، هي شخصية تتأثر، وعلى امتداد القصص، بالشخصيات وتتفاعل معها بصورة ما».
وأضاف أن هذه اللعبة الفنية عموماً يحاول الرفاعي عن طريقها إلقاء الضوء على مجموعة من القضايا المجتمعية في وطنه الكويت، وخاصة المتعلقة بفكرة الانتهازية، وتزوير الشهادات العلمية، ووصول البعض إلى موقع لا يستحقه. هذه القضايا إلى جانب الكثير من القضايا الراهنة والملحّة، تمت مناقشتها داخل المجموعة بفنية عالية، وتعبير بديع ورهيف، يظهر قدرة الفن القصصي وإمكانية السرد في أن يعالج أو ينير أو يلقى الضوء على الأزمات المجتمعية بمختلف تجلياتها.
وختم حديثه بالإشارة إلى أن الرفاعي، من خلال مجموعة «الدكتور نازل»، يقدّم مادة قصصية سردية شيّقة ومتقنة تراوح بين القصة والرواية، وتقول بشكل فني ما يعجز الواقع عن قوله، وبالتالي تشكّل هذه المتواليات إضافة مهمة في مسيرة الأديب المبدع الرفاعي.
من جانبه، أشار الرفاعي إلى أنه بدأ مشوار الكتابة في مجال القصة القصيرة، وأمضى سنوات طويلة بين قراءة وكتابة القصة القصيرة، التي يرى فيها الجنس الأدبي الأجمل والأصعب، مبينا أنه انتقل لكتابة الرواية حين بدأ في كتابة فكرة قصة «ظل الشمس»، وأدرك أن ثوب القصة القصيرة لا يتسع للفكرة، ولذا ذهب إلى الرواية، وأصدر روايته الأولى.
وأوضح الرفاعي أنه أصبح في السنوات الأخيرة يُصدر رواية ومجموعة قصصية بالتناوب، ورغم ترجمة معظم أعماله الروائية إلى لغات كثيرة، من بينها الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والصينية والتركية والهندية، فإنه يبقى عاشقًا لفن القصة القصيرة، محاولًا تقديم الجديد في كل مجموعة قصصية يقدمها للقارئ، مضيفا: «إن البوصلة الأساسية في نشر أي كتاب إنما تتضح بسؤال المؤلف لنفسه: هل سيضيف الكتاب الجديدة رصيدًا لرصيدي السابق، وهل سأقدّم جديدًا إبداعيًا مقنعًا للقارئ، ووحدها الإجابة، إذا كانت نعم، تقود إلى نشر الكتاب».