مفاوضات علنية إيرانية ـ أوروبية... وسرية مع إدارة بايدن
البرنامج النووي ومسائل إقليمية على الطاولة في «الوقت الضائع» الأميركي
في الوقت الضائع أميركياً بين «إدارتين»، وعلى وقع التصعيد ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعلنت طهران أمس، عقد اجتماع مع الترويكا الأوروبية، التي تضم فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لإجراء مفاوضات حول البرنامج النووي ومسائل إقليمية، في حين كشف مصدر في الخارجية الإيرانية لـ «الجريدة»، أن طهران وافقت على إجراء مفاوضات مماثلة على أن تكون غير علنية، مع إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن الذي يوشك أن يخرج من البيت الأبيض.
وبعد تقرير نشرته وكالة كيودو اليابانية حول الاجتماع الذي قالت إنه سيُعقَد في جنيف، أعلن المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية إسماعيل بقائي، أن بلاده ستجري محادثات الترويكا الجمعة المقبل، وذلك بعد 3 أيام من إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً يدين عدم تعاون إيران معها، وهو ما ردت عليه الأخيرة بتنصيب آلاف أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم.
في هذه الأثناء، كشف المصدر أن طهران ردت أمس على عرض من إدارة بايدن، للعودة إلى المفاوضات غير العلنية مع واشنطن، في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق حول القضية النووية الإيرانية، قبل تسلم الرئيس الجمهوري دونالد ترامب السلطة في 20 يناير المقبل.
وحسب المصدر، فإن الرسالة التي أرسلتها طهران عبر السفارة السويسرية، تضمنت تأكيداً أنها موافقة على الدخول في «مفاوضات محدودة» بسبب ضيق الوقت قبل وصول ترامب للبيت الأبيض، على أن تنحصر في ملفين اثنين، الأول، عودة الجانبين إلى اتفاق 2015 النووي، والآخر، التعاون للتوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان وغزة.
وكانت طهران تسلمت رسالة من إدارة بايدن، حول مقترح للعودة إلى اتفاق 2015 بشكل يجعل من الصعب على إدارة ترامب التنصل منه، حسب المصدر الذي أشار إلى أن إدارة الرئيس الديمقراطي تريد تحقيق إنجاز ما، وبالتالي تحتاج إلى تعاون طهران.
وأوضح المصدر أن إيران منفتحة على سماع الاقتراح، متوقعاً أن تُعقَد في الأيام المقبلة مفاوضات غير علنية على غرار المفاوضات التي كانت تُجرى سابقاً في سلطنة عُمان.
وعلى الرغم من نفي إيران الرسمي المتكرر للتقارير عن وجود مفاوضات سرية بين الجانبين في مسقط، فاجأ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الجميع، بالإعلان رسمياً عن توقف التواصل غير العلني بين الجانبين منذ نحو شهر تقريباً، الأمر الذي أكد عملياً أن تلك المفاوضات كانت قائمة بالفعل.
ولفت المصدر إلى أنه حتى الساعة لم يُتخذ قرار حول مكان انعقاد المفاوضات الجديدة، لكنه رجح أن تستضيفها عُمان أو قطر، مشدداً على أن هذا لا يتنافى مع المفاوضات الجارية حالياً بين إيران وفريق ترامب.
وبعد يوم من إعراب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا عن «قلقها الشديد» إزاء رد إيران التصعيدي على قرار مجلس حكماء الوكالة الذرية بتشغيل مجموعة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة ضمن برنامجها النووي، أعلن رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف بدءَ ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي المتقدمة رسمياً، ما يعني زيادة كمية اليورانيوم المخصب الذي يفوق حاجة طهران للاستخدامات السلمية، ويمكن استخدامه لتصنيع الأسلحة الذرية.