أقامت صاحبة شركة «Oiceamna» آمنة المهنا، في قاعة «VIP» بمعرض الكويت الدولي للكتاب الـ47، فعالية «الكتاب المسموع مقابل الكتاب المقروء»، بالتعاون مع الإعلامية والمدربة شريفة الشطي، واحتوت الفعالية على قسمين، الأول عبارة عن ورشة تدريبية لاختيار كل نمط سواء كان مسموعا أو مقروءا، والقسم الثاني يضم جلسة حوارية مع بعض الكتاب ودور النشر لمناقشة الموضوع، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
بهذه المناسبة، قالت المهنا: «في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبحت لدينا خيارات متعددة للاستمتاع بالكتب، ويعتبر الكتاب المسموع والمقروء خيارين رئيسيين يقدمان تجارب متميزة»، مضيفة: «لا توجد ثقافة وعي لأي نوع من أنواع الكتب المسموعة، لذلك نظمنا هذه الفعالية لنشر الوعي، خصوصا أنها متناسبة مع فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب».
وتابعت: «الكتاب الإلكتروني يكون عن طريق الأجهزة الذكية، ومن خلال جهودنا سنقوم بنشر ثقافة الكتاب المسموع خصوصا بين الكتاب، ودور النشر، من خلال الخطط السليمة»، مبينة أنه «ليست كل الكتب تصلح أن تكون لها نسخة إلكترونية، ويفضل أن نلمس الورق في بعض الكتب، خصوصا في الجوانب الأكاديمية، أما الروايات والشعر فيفضل أن تكون مسموعة لأنها معتمدة على المشاعر والأحاسيس والتمثيل الصوتي، فهي بهذه الطريقة أكثر عمقاً ودقة على أذن المستمع».
الانتقال بين المشاعر
وحول مواصفات من يقدم الكتاب المسموع، بينت المهنا: «أن تكون لديه جرأة وقدرة على الانتقال بين المشاعر، لأنه يتعامل مع التمثيل الصوتي، فلا بد من توصيل أبعاد الشخصية ومشاعرها وفكرها من خلال الصوت، كي يفهم المتلقي رؤية الكاتب من خلال هذا العمل، ولا بد أن يكون متقنا للغة العربية الفصحى والنحو، ويجب أن تكون مخارج الأحرف لديه سليمة»، وتابعت: «لدينا أعضاء بأعداد كبيرة، وكلنا نعمل تحت سقف واحد، كما أننا نهتم بجانب الأطفال».
ورشة تفاعلية
من جانبها، ذكرت الشطي: «الفعالية هي نتاج تحديات عدة، فقد كنا نكافح لنجد لنا مكانا في معرض الكويت الدولي للكتاب، والحمد لله بعد أن اجتزنا التحديات تمكنا من أخذ مكان في أرض المعارض، ولكن ليس الحلم نفسه الذي كنا نريده، بل صار الحلم أكبر، وأصبحنا نتحدث عن ورشة تفاعلية مع الناس، حول موضوع الفرق بين الكتابين المسموع والمقروء».
لا أفضلية
من جهتها، قالت المعلمة والمدربة في وزارة التربية شيخة آل هيد: «من وجهة نظري لا أفضلية بين الكتاب المقروء والمسموع، لأن الله سبحانه وتعالى خلق لنا الحواس الخمس كلها بوصفها مرسلات ومستقبلات للمعلومات، والأمر يعتمد على طبيعة الشخص نفسه، وشخصيته، والفئة العمرية، حسب الطريقة التي يستقبل بها المعلومة، ويستوعبها بشكل أفضل، فحرية الاختيار تقع على الشخص نفسه، فليس بوسعنا القول إن هناك أفضلية بين هذا وذاك». وأشارت آل هيد إلى نوعية الكتب التي يمكن أن تحوّل إلى رقمية أو إلكترونية، وهي الكتب الخالية من الرسومات أو الجداول أو المخططات التوضيحية، بحيث إن القارئ حينما يستمع لها لا يضطر إلى أن يرى الصور، حتى يستوعب المعلومة، فهو يستعين بمخيلته وذهنه في أن تكتمل الصورة الفكرية عنده، لذلك نجد الكتب التي تتحدث عن العلوم الإنسانية أو علم الاجتماع أو الآداب من الممكن أن تتحول إلى كتب إلكترونية، أما الكتب العلمية التي بها شرح بالصور، مثل الكيمياء والفيزياء والاحياء، فيفضل أن تكون ورقية.
الكتب التقليدية
وأشارت الاستشارية الاجتماعية والمؤلفة عفاف الجاسم إلى أنها لا تستطيع أن تتحيز للكتاب المسموع أو المقروء، لأن لكل إنسان طريقة في تلقي المعلومات، وذلك يعتمد على كل إنسان، وماذا يفضل.
وقالت الباحثة التربوية للتطوير والإرشاد للموهوبين هيفاء المبارك: «الجيل الحالي لا يقتني الكتب التقليدية، حيث أصبحت المادة عندهم إلكترونية، ومن الأفضل لهم المسموع، حتى البودكاست فيه المسموع والمرئي، فالكتب المسموعة أسهل وأسرع، ونشر ثقافة الكتاب المسموع عن طريق الأم من البداية، وهي تحكي القصص لأولادها الصغار، وقد تقرأه من خلال الآيباد، أو سمعي، ومن ثم يبدأ الأطفال التعلم بالقراءة من دون كتاب بين أيديهم، ومع ذلك يفضل الكتاب المقروء، لأن الصورة حينما تجتمع مع السمع تثبت المعلومة أكثر، فطبيعة الإنسان سمعي بصري، ومن الأفضل القراءة من الورق لأنه مريح للعين».
نبرة الصوت والانفعالات
بدورها، ذكرت الاستشارية النفسية والكاتبة أميرة الفضلي أن «الطفل يحب أن يسمع إذا كان الراوي يجيد إلقاء الرواية، مثل تغيير الأصوات، ونبرة الصوت، والانفعالات، وهذه الأمور كلها إذا كانت في رواية فمن المؤكد أنها ستشد الطفل».
وعبر المشارك علي فندي من الأردن عن رأيه قائلا: «من وجهة نظري أنا مع الكتاب المقروء»، أما المدير التنفيذي لمركز اتزان للتدريب الإداري في قطر فقال إنه يفضل الكتابين المقروء والمسموع، أما بالنسبة للأطفال فالبعض لديهم ذكاء سمعي، وهناك أطفال لديهم ذكاء بصري، والاثنان مفيدان.