ألمانيا تستعيد ملاجئ الحرب الباردة رداً على تهديدات بوتين

نشر في 27-11-2024
آخر تحديث 26-11-2024 | 20:22
احد الملاجئ التي يحتمي بها المدنيون خلال الحروب
احد الملاجئ التي يحتمي بها المدنيون خلال الحروب

في خطوة تعود بها إلى أجواء الحرب الباردة، وتأتي رداً على التهديدات «النووية» الروسية الأخيرة مع اشتداد الصراع في أوكرانيا، أطلقت ألمانيا خطة لإعادة بناء وتطوير الملاجئ التي يحتمي بها المدنيون خلال الحروب، مؤكدة أنها ستزيد في أعداد هذه الملاجئ، وتتيحها على تطبيق بالهاتف المحمول، في سياق التوترات المتزايدة مع روسيا.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية، خلال مؤتمر صحافي في برلين، إنه «يتم جرد جميع المباني، بما في ذلك الممتلكات الخاصة، التي يمكن أن تكون بمنزلة مخبأ، مثل الأقبية والمآوي ومحطات المترو»، مضيفا أنه «سيتم إنشاء دليل رقمي لجميع المخابئ حتى يتمكن الأشخاص من العثور عليها بسرعة باستخدام هواتفهم المحمولة»، وأوضح أنه سيتم أيضا تشجيع المواطنين على إنشاء ملاجئ في منازلهم، من خلال تحويل الأقبية أو الكراجات الخاصة بهم، في خطوة وصفتها صحيفة بيلد الألمانية بأنها «هجوم على المخابئ» في بلد يشعر بالقلق المتزايد بشأن التهديد الروسي المحتمل.

وتعمل الحكومة الألمانية على وضع خطة تسمح للمدنيين في حالة الخطر بالبحث عن مكان في الملاجئ، ومن بينها متاحف ونواد وغيرها من البنايات، التي بنيت إبان الحرب العالمية الثانية لحماية المدنيين ضد قصف الحلفاء، لكن لم يتبق منها اليوم سوى أقل من 600 من أصل 2000 ملجأ.

وأعلنت برلين أنها حددت المخابئ والملاجئ التي يمكن استخدامها في حالة وقوع هجوم، وستقوم بإنشاء دليل رقمي لجميع الملاجئ حتى يتمكن المدنيون من العثور عليها بسهولة، فيما أوضح المتحدث، الذي لم يحدد جدولا زمنيا لهذه العملية، أنه يوجد في ألمانيا، التي يبلغ عدد سكانها 83 مليون نسمة، 579 ملجأ، يعود معظمها إلى الحرب العالمية الثانية وعصر الحرب الباردة، والتي يمكن أن تؤوي 480 ألف شخص.

ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا فبراير 2022، أوقفت السلطات الألمانية بيع الملاجئ المحصنة بعد أن باعت بالفعل أكثر من 300 ملجأ منذ عام 2005، وقد تم اعتماد النقاط الرئيسية لبرنامج تطوير الملاجئ خلال اجتماع بين كبار المسؤولين الألمان في يونيو الماضي.

والخميس الماضي، قدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الصراع في أوكرانيا أصبح الآن يحمل كل مقومات حرب «عالمية»، وحذر من أنه لا يستبعد ضرب الدول الغربية، مما يعزز المخاوف بين أعضاء حلف شمال الأطلسي، وخصوصا القريبين من روسيا مثل دول البلطيق، وبولندا، وأيضا ألمانيا.

وقد نشأت هذه التهديدات بعد استخدام روسيا على الأراضي الأوكرانية صاروخا بالستيا متوسط المدى يصل مداه إلى 5500 كيلومتر، مصمم لحمل رأس نووي.

وكانت صحيفة «نيويورك بوست» كشفت الأسبوع الماضي عن وثيقة مسربة بأكثر من ألف صفحة، أطلق عليها «عملية دويتشلاند»، وتضمن إعداد ألمانيا خطة لمواجهة عملية عسكرية واسعة النطاق ترقى إلى «حرب عالمية»، وتشمل إنشاء مئات الملاجئ والمخابئ المحصنة، ونشر آلاف الجنود وتحريك أكثر من 200 مركبة عسكرية على أراضيها.

back to top