خاص

سفير جنوب إفريقيا لـ «الجريدة•»: الكويت محطتي الدبلوماسية الأخيرة

جنجي: التنوع الدبلوماسي الكبير بالكويت دليل احترام الدول لها
• «بلادي ساهمت بشكل كبير في تحقيق أمن الكويت الغذائي»

نشر في 28-11-2024
آخر تحديث 27-11-2024 | 20:44
سفير جنوب إفريقيا مانليسي جنجي
سفير جنوب إفريقيا مانليسي جنجي
رغم خبرته الطويلة في العالم الدبلوماسي، ورغم الدول التي مثّل فيها بلاده، فإن «الحكمة» التي اكتسبها سفير جنوب إفريقيا مانليسي جنجي خلال خدمته في الكويت «لا توصف»، وفق تعبيره. وفي لقاء وداعي بعد أكثر من 4 سنوات قضاها في الكويت، قال جنجي لـ «الجريدة»، إن «الاستقرار والأمن في الكويت يجعلانها مكاناً جيداً لأي دبلوماسي للعيش فيه»، لافتاً إلى أن «أكثر ما سأفتقده هو الكويتيون وكرم ضيافتهم»، مؤكداً أن نصيحته للسفير الذي سيخلفه هي: «تلبية الدعوات إلى الديوانيات، ليشعر بحفاوة الكويتيين، ولتعزيز علاقات بلدينا وتوطيدها لكي نصل إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية». وفيما يلي نص اللقاء:

• أكثر من 4 سنوات قضيتها في الكويت... أخبرنا عن هذه الرحلة.

- كانت رحلة ممتازة، وهذه السنوات مرّت بشكل سريع للغاية. سأغادر الكويت أكثر حكمة مما كنت عليه عندما جئت، حكمة لا توصف، وذلك أولاً بسبب الجدية التي تنظر بها حكومة الكويت إلى العلاقات مع بلدي، وثانياً بسبب تعامل حكومة الكويت والشعب الكويتي معي، فلديهم كرم ضيافة كبير جداً، ولقد استمتعت بها وشعرت بأنني مُرحّب بي، وهذا ما جعل عملي أسهل، وأتاح لي أن أبذل قصارى جهدي لأدفع بعملي إلى أقصى حد، لأنني شعرت بأنني مدعوم من حكومتي ومن الحكومة الكويتية.

كما تعلمون، عمل الدبلوماسي هو عمل فريق وليس فرديا، ولتحقيق المهمة، يجب أن يكون لديه تعاون من البلد المضيف، وهذا ما وجدته في الكويت، وأعتقد أنني راضٍ عن أدائي، لأنني قمت بعمل جيد.

• بعض السفراء اعتبروا أن الكويت أفضل بلد لأي دبلوماسي. هل تتفق مع هذه المقولة؟

- نعم، أوافقهم الرأي 100 بالمئة.

أولا، هيكلية الحكومة في الكويت، وطريقة عملها تعطي دعما لأي دبلوماسي، ونحن نتعاون مع المسؤولين الكويتيين بشكل جيد، وهم محترفون جداً في التعامل مع الجميع، وأعتقد أيضاً أن الاستقرار والأمن في الكويت يجعلها مكاناً جيداً للعيش فيه، ليس عليك أن تقلق بشأن الأمور الأمنية.

ثانياً، رغم أن حجم الكويت ليس كبيراً، فإن لديها عددا كبيرا من الدبلوماسيين، وهذا ما أدهشني. فالكويت تجذب عدداً من الدبلوماسيين أكثر مما يتوقعه المرء، ولنأخذ مثالاً صغيراً فقط، هناك نحو 34 سفارة إفريقية معتمدة في الكويت، إلى جانب عدد كبير جداً من السفارات الغربية والأوروبية والآسيوية والعربية، وهذا يدل على أهمية الكويت على خريطة العالم.

وهذا مؤشر جيد على أن الكويت تحظى باحترام كبير من قبل الدول الأخرى، وبالتالي، فهي فعلاً يمكن اعتبارها أفضل بلد لأي دبلوماسي.

• ما أكثر الأشياء التي ستفتقدها في الكويت؟

- أكثر ما سأفتقده أولا، هو الشعب الكويتي، فالكويتيون مهذبون جدا، إلى حد أنه حتى لو لم يتفق معك الكويتي، فإنه يظلّ مهذبا جداً.

وثانيا سأفتقد كرم ضيافتهم، وثقافة الديوانية وشهر رمضان المبارك.

لقد كانت المرة الأولى التي آتي فيها إلى بلد توجد فيه هذه الديوانيات، وهي مفيدة جدًا، لأنها تمنحنا فرصة للالتقاء بالكويتيين، وتبادل وجهات النظر حول الأمور ذات الاهتمام المشترك في بيئة وفي أجواء مريحة. سأفتقد كذلك الأعراس التي دُعيت إلى بعضها

سأفتقد أيضاً الطعام الكويتي، فهو لذيذ جداً، وأطباق المطبخ الكويتي شهية جداً.

• ما رسالتك للسفير الذي سيحلّ مكانك؟

- هذا النوع من العمل الذي نقوم به كدبلوماسيين يشبه سباق التتابع، أنت تركض في السباق ثم تعطي الراية لمن يليك، وأعتقد أن نصيحتي لخليفتي أن يكون صبورا عند التعامل مع المسؤولين في الكويت، وأن يحترم قرارات الحكومة الكويتية وأنظمتها لكي ينجح في مهمته، كما أنني سأشجعه على قبول الدعوات إلى الديوانيات، ليشعر بحفاوة الكويتيين، ولكن الأهم من ذلك بالطبع هو تعزيز علاقاتنا في قطاعات التجارة والسياحة والاستثمار، إذ إن هناك مجالات واسعة، يمكننا أن نحقق فيها أشياء كثيرة.

وأكثر ما يسعدني خلال مهمتي، هو أن جنوب إفريقيا ساهمت في تحقيق الأمن الغذائي الكويتي. فالكثير من المواد الغذائية، كالخضراوات أو الفواكه أو لحوم البقر، تأتي من جنوب إفريقيا.

الأمن الغذائي مهم جدًا لأي بلد، وسأقدم هذه النصيحة لخليفتي لمواصلة هذا النمط من العلاقات المعينة.

وسأنصحه كذلك بالعمل الجاد لتعزيز هذه العلاقة، لأن هناك إمكانات هائلة بين جنوب إفريقيا والكويت، وحتى الآن، عندما أنظر إلى حجم التجارة والاستثمارات التي كانت بين البلدين، وكذلك الاستثمارات التي قام بها الكويتيون في جنوب إفريقيا، أرى أنها مثيرة للإعجاب للغاية، رغم أن علاقاتنا الدبلوماسية لم يمضِ عليها سوى 30 عاماً فقط.

كما أتمنى من السفير الجديد أن يواصل العمل لتعزيز علاقات بلدينا الدبلوماسية، وترتقي لتصبح الكويت شريكاً استراتيجياً مع جنوب إفريقيا، وهذا ما اقترحته وزيرتي عندما زارت الكويت عام 2021، أن ترتقي علاقاتنا الدبلوماسية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

• أين ستكون محطتك بعد الكويت؟

- أظنّ أنني قمت بنصيبي من العمل الدبلوماسي، فقد أمضيت نحو 26 سنة في هذا المجال.

سأعود إلى جنوب إفريقيا للاستمتاع بالحياة، وأعتقد أن الكويت ستكون محطتي الأخيرة التي ستبقى في قلبي دائماً أينما حللت.

1733 تأشيرة... ولا رحلات مباشرة

قال السفير جنجي، إن «سفارة بلاده أصدرت خلال فصل الصيف وحده 1733 تأشيرة، وقد انبهرت لأن هذه المرة الأولى التي نصل فيها إلى هذا الرقم».

وأضاف رداً على سؤال: «ليست لدينا رحلات جوية مباشرة، لم أتمكن من القيام بذلك مع الأسف، ولكن لأن الأمر يستغرق وقتاً طويلاً، ولكي تفتح شركة طيران خطاً ما، هناك أعمال ورقية يجب القيام بها، وهذا يستغرق بعض الوقت. وآمل أن يكون خليفتي قادرًا على تحفيز شركة طيران مباشرة على الأقل خلال فصل الصيف».

back to top