الرميضي استعرض «لمحات من تاريخ الكويت الثقافي» بمعرض الكتاب
ضمن فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب بدورته الـ47، قدم الباحث طلال الرميضي محاضرة بعنوان «لمحات من تاريخ الكويت الثقافي»، بالتعاون مع ملتقى المثقفين، وأقيمت في قاعة «VIP»، وكانت المحاضرة فرصة فريدة لاستكشاف الجوانب المختلفة للثقافة الكويتية وتاريخها الغني، حيث تناول الرميضي العديد من المحاور التي تعكس التطور الثقافي والفني في الكويت عبر العصور.
بهذه المناسبة، قال الرميضي: «تاريخ الكويت الثقافي عريق ومميز، ومرتبط بالتدين، والوسطية في المجتمع الكويتي، وكانت ثقافة المجتمع الكويتي استمدت من عدة عوامل، تعود إلى تنوع المجتمع الكويتي من فئات متعددة سواء كانوا من أهل الكويت القدامى، أو من أهل نجد والجزيرة العربية، وأيضا من العراق، وبر فارس، وجاء هذا التنوع المميز وفق تلاحم وتعاون وتعاضد ما بين الآباء الأوائل، وكون ثقافة جميلة تتسم بالتسامح فيما بينهم، وأيضا كان لديهم اهتمام بالثقافة، والتعليم منذ القدم».
مخطوطات مهمة
وأشار الرميضي إلى أنه كانت هناك جهود حثيثة وبارزة، وتم اكتشافها مؤخرا، منها بعض المخطوطات المهمة في المجتمع الكويتي، ولعل أقدمها مخطوطة الشيخ مسعيد بن سالم بن أحمد البريكي العازمي، الذي خط مخطوط الإمام مالك في عام 1682 بجزيرة فيلكا، وكذلك وجد مؤخرا مخطوط للشيخ مسعيد البريكي عن المذهب المالكي في ذات السنة، وأضاف: «تعتبر هذه أقدم مخطوطة كويتية وجدت، وكان هناك الكثير من المخطوطات المهمة في التاريخ الكويتي».
وأضاف: «نجد أيضا تنوع هذه الجهود الثقافية في الكويت من خلال أسفارهم عبر السفن الشراعية، وكذلك سفرهم عبر الإبل في الصحراء، وكانوا يتجهون إلى العراق والشام أو في عمق الجزيرة العربية»، لافتا إلى أن هذه الثقافات متنوعة وشكلت الثقافة الكويتية.
وأوضح أن هناك أسماء كثيرة برزت في الزمن الماضي، مشيدة بالمجتمع الكويتي ومن ضمنها العالم العراقي الشيخ عبدالرحمن السويدي، الذي زار الكويت عام 1772، وكتب نصا تاريخيا جميلا جدا بعد هروبه من مرض الطاعون الذي اجتاح العراق، وكانت له الكويت الملجأ الآمن، واستقر فيها ما يقارب شهر، ليكتب نصا مشيدا بالمواطنين الكويتيين.
وأكد الرميضي أنه تم توثيق هذه الأحداث والتواريخ المهمة من قبل مؤرخين كبار، منهم الشيخ عدنان الرومي في كتابه «علماء الكويت خلال ثلاثة قرون»، لافتاً إلى أنه دون سير الكثير من رجال العلم، وأيضا د. عبدالمحسن جار الله الخرافي وثق الجانب التعليمي عبر موسوعة «مربون من بلدي»، تتجاوز عدد صفحاتها 1000 صفحة.
ولفت إلى أنه من الجانب الأدبي ألف الأديب خالد سعود الزيد كتابا قيما في منتصف الستينيات بعنوان «أدباء الكويت خلال قرنين»، صدرة منه ثلاثة أجزاء، متابعا: «نحث الباحثين الكويتيين على الاهتمام بتدوين سير وتجارب العلماء الكويتيين القدامى، من خلال ما وجد أو ترك من أثر علمي لهم بالمخطوطات والوثائق القديمة حتى نتعرف على جانب مضيء من تاريخ الكويت».