«مواخيذنا»
لقد أرشدنا الرسول ﷺ إلى حسن اختيار الزوج بقوله ﷺ: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».
الزواج في المجتمع الكويتي موضوع مثير للجدل، فهناك تقليد قديم يقتضي أن يتزوج الشاب من العائلة نفسها أو من العائلة القريبة منها، وتوارث الزواج داخل الطبقة الاجتماعية العليا (مواخيذنا) يعتبر شيئاً لا يمكن الاستغناء عنه، ولكن قد يتساءل الكثيرون عن سبب هذه العادة وما تداعياتها على المجتمع الكويتي؟
أحد الأسباب التي تشير إلى سبب قبول المجتمع الكويتي للزواج فقط في طبقته هو الحفاظ على التراث والعادات القديمة، وقد امتدت هذه العادة إلى أزمنة تاريخية سابقة، وكانت تستخدم للحفاظ على العلاقات العائلية والعشائرية القوية، كما أنه يعدّ تقليداً يضمن استمرارية صلة الدم بين العائلات والشعائر الجنسية والميراث، وبالتالي يحافظ على التوازن داخل المجتمع والحفاظ على النسب العائلية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المجتمع الكويتي يرتبط بدرجة كبيرة بالعادات والتقاليد الدينية، وفي الإسلام، يُعتبر الزواج بشخص من العائلة القريبة أفضل خيار، فالأسرة المقيمة في طبقة الأصول (مواخيذنا) تُعتبر عائلة قوية ومحترمة في المجتمع الكويتي، وجودة وكرامة العائلة هي ما يُقلل من مخاطر الزواج والعلاقة من اللاحقات السلبية.
ومع ذلك، فإن هذه العادة تترك مساحة للفساد والتحيز الاجتماعي في المجتمع، حيث يتم تجنب الزواج من العائلات الأخرى، حتى إن كانت قوية ومحترمة، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى حدوث خلافات عندما يريد الشاب الزواج من فتاة من خارج الطبقة الاجتماعية لكونها تعتبر طبقة دونهم.
في الختام، فإن الزواج في المجتمع الكويتي يُعدّ تقليداً قديماً ومثيراً للجدل في الوقت نفسه، ولكن ينبغي على المجتمع الكويتي تغيير نظرته وتبني مفهوم الاختلاط والاعتماد على المبادئ والقيم الدينية بدلاً من الالتفات إلى الطبقة الاجتماعية فقط، وعلينا ألا نسمح لهذه العادة أن تؤثر على علاقاتنا الشخصية وتمنعنا من الزواج ممن نحبهم بحجة النسب العائلي، ولا بد من التغيير والتطور ليكون المجتمع الكويتي مجتمعاً متعدد الثقافات ومتسامحاً في جميع الأوقات، فكلمة هذا «مو من مواخيذنا» هي خراب الجيل وهدم المجتمع جميعا.