أما آن الأوان لإصلاح مجلس الأمن؟
من المعروف أن الهدف الأساسي للأمم المتحدة المحافظة على الأمن والسلم الدوليين في العالم، إلا أن الأحداث الأخيرة للأسف الشديد أثبتت فشل الأمم المتحدة في ذلك، من العدوان الروسي على أوكرانيا، إلى اضطهاد أقلية الروهينغا في ميانمار، إلى الوضع في فلسطين وخصوصا في قطاع غزة، لذلك جاء الوقت لتغيير تركيبة مجلس الأمن؟
إن فشل الأمم المتحدة في رفع المعاناة عن الشعوب وحل هذه الصراعات والحروب يعود إلى حق الفيتو الذي تتمتع به الدول الأعضاء الخمسة الدائمة العضوية في الأمم المتحدة (أميركا، بريطانيا، روسيا، الصين، فرنسا) وهو الحق الذي أُعطي لها وفقا للمادة (27) من ميثاق الأمم المتحدة، لمنع لحدوث حرب عالمية ثالثة، وهذا الحق قد يكون أمراً مفهوما في السابق إلا أن الوضع قد تغير في الوقت الحالي، وآن الأوان لتغيير وإصلاح ذلك، فجاءت المطالبات بإصلاح وتغيير ذلك من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، عندما صرح بأن: «مجلس الأمن غالبًا ما يكون في طريق مسدود، وغير قادر على التصرف بشأن أهم قضايا السلم والأمن في عصرنا». والمطالبة بإحداث تغييرات في مجلس الأمن ليست بالأمر الجديد، مع وجود شبه إجماع على إضافة دول جديدة له كأعضاء دائمين، خاصة أن إفريقيا وأميركا الجنوبية غير ممثلتين بين الأعضاء الخمسة الدائمين، ونعتقد أن إضافة أعضاء جدداً سيؤدي إلى المزيد من قرارات الطريق المسدود، وقد اقترح آخرون أن تمتنع الدولة ذات الصلة بالوضع عن التصويت واستخدام حق الفيتو.
الآن وأكثر من أي وقت مضى هناك زخم لإصلاح مجلس الأمن ومراجعة سلطة حق النقض، وكُتب الكثير عن هذا الإصلاح، لكن هل يمكن أن يحدث ذلك، لا سيما مع حقيقة أن أي تعديل لميثاق الأمم المتحدة يجب أن يوافق عليه ثلثا الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
ومن بعض الأفكار والمقترحات لإصلاح المجلس إنشاء هيئة أمم متحدة جديدة، لمعالجة قرار «حق الفيتو» الذي أصبح إلغاؤه ضرورة في ظل الصراعات الدائرة التي تزعزع السلم والأمن في العالم، وذلك بتعديل المادة 27 من ميثاق الأمم المتحدة لإلغاء حق النقض الممنوح للدول الخمس الدائمة العضوية، لأن القرارات ستتخذ بأغلبية أعضاء مجلس الأمن، بحيث يكون التصويت متساوياً لجميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وبالتالي تكون النتيجة ممثلة لجميع الأعضاء وعلى أسس متساوية، وفي هذه الظروف وأكثر من أي وقت مضى هناك حاجة ماسة لإصلاح مجلس الأمن في ظل تعرض السلم والأمن في العالم للخطر.