البيرو: البرلمان يرفض انتخابات مبكرة وعمليات معقدة لإجلاء آلاف السياح

نشر في 18-12-2022
آخر تحديث 17-12-2022 | 19:46
المسافرون ينتظرون في طابور أمام شركات الطيران للحصول على أخبار عن الرحلات الجوية في المطار بعد إغلاقه (رويترز)
المسافرون ينتظرون في طابور أمام شركات الطيران للحصول على أخبار عن الرحلات الجوية في المطار بعد إغلاقه (رويترز)
رفض البرلمان البيروفي الذي فقد ثقة الرأي العام إلى حد كبير، تنظيم انتخابات عامة مبكرة في البلاد التي تشهد أزمة سياسية خطيرة وتظاهرات تقمع بقسوة مما أدى إلى سقوط 18 قتيلاً، بينما ما زال خمسة آلاف سائح عالقين في منطقة ماتشو بيتشو. ويضع فشل مشروع القانون الذي قدمه حزب كان معارضاً للرئيس اليساري المخلوع بيدرو كاستيو (53 عاماً)، الرئيسة الجديدة دينا بولوارتي في موقف صعب وقد يؤدي إلى إغضاب المتظاهرين الذين أدرجوا بين مطالبهم أمرين هما تنظيم انتخابات عامة فورية وحل البرلمان.

وحصل اقتراح تقديم موعد الاقتراع من أبريل 2026 إلى ديسمبر 2023 على 49 صوتاً فقط (كان يحتاج إلى 87 صوتاً تشكل غالبية ثلثي النواب البالغ عددهم 130 نائباً). كانت الموافقة عليه ستؤدي إلى تقصير مدة ولاية النواب.

وتعهدت بولوارتي التي كانت نائبة للرئيس كاستيو بتقديم موعد الانتخابات لمحاولة الحد من الحركة الاحتجاجية.

وقالت النائبة اليسارية روث لوك التي امتنعت عن التصويت إن «الخطوة التالية هي استقالة دينا بولوارتي وانتقال ديموقراطي»، مؤكدة أنها تفضل إجراء استفتاء على إنشاء «جمعية تأسيسية». وقالت سوسيل باريديس النائبة الوسطية التي صوتت لمصلحة بولوارتي إن الرئيسة «يجب أن تستقيل بسبب عدد القتلى». وفي حال استقالت الرئيسة، يفترض أن يتولى المنصب بموجب الدستور رئيس البرلمان خوسيه وليامس. وإذا تخلى هذا الأخير عن الرئاسة، فسيؤول المنصب إلى رئيس المحكمة العليا الذي سيكون عليه بعد ذلك تنظيم انتخابات جديدة.

واجتمعت رئيسة الجمهورية أمس الأول للمرة الثانية في أقل من ثلاثة أيام مع مجلس الدولة الذي يضم رؤساء السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية. وأوضح رئيس البرلمان خوسيه وليامس في ختام الاجتماع أنه تم تقديم طلب جديد إلى البرلمان.

وجاء في تغريدة على حساب وزارة الخارجية، أن الرئيسة تحدثت هاتفياً مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي «كرر دعم الولايات المتحدة للبيرو» و»عرض مواصلة دعم العملية المؤسسية الديموقراطية» في هذا البلد.



وفي كولومبيا المجاورة، قال الرئيس اليساري غوستافو بيترو، إن «وضع رئيس منتخب من قبل الشعب في التوقيف الاحترازي» يعد «فضيحة». في الوقت نفسه، تواصلت أمس الاول الجمعة التظاهرات المطالبة بالإفراج عن كاستيو وباستقالة بولوارتي لا سيما في أريكويبا (جنوب) وهوانكايو (وسط) وكوسكو (جنوب شرق) ، وأياكوتشو (جنوب) وبونو ( الحدود البوليفية). وبلغ عدد القتلى حتى الآن 18 حسب وزارة الصحة. وسقط عدد من الضحايا برصاص الشرطة والجيش. كذلك أوقف 147 شخصًا حسب منظمة حقوقية غير حكومية.

وفي السابع من ديسمبر أمر كاستيو الرئيس اليساري الراديكالي بحل البرلمان الذي صوت بعد فترة وجيزة وبغالبية كبيرة، على إقالته بسبب «العجز الأخلاقي». وقد أوقف كاستيو أثناء محاولته اللجوء إلى السفارة المكسيكية.

وأعلنت الحكومة التي واجهت وضعاً يفوق قدراتها حالة الطوارئ الأربعاء في جميع أنحاء الأراضي مما يسمح بتدخل الجيش. وقالت رئيس هيئة الدفاع عن الشعب إليانا ريفولار إن «حالة الطوارئ لا تحمي الحق في الحياة»، مدينة سقوط «ثمانية قتلى في يوم واحد» الخميس في أياكوتشو، عندما حاول متظاهرون اقتحام المطار.

وسجلت وفاة ستة أشخاص أيضا نتيجة حوادث مرتبطة باغلاق الطرق، وخصوصا بسبب تعذر الوصول إلى مستشفى.

وأعيد فتح مطار كوسكو العاصمة السياحية للبلاد بعد ظهر الجمعة مما سمح ببدء إجلاء السياح، حسب صور نشرتها وزارة الدفاع.

وصباح أمس الأول، قال داروين باكا رئيس بلدية ماتشو بيتشو لوكالة فرانس برس إن «خمسة آلاف سائح» عالقون في كوسكو. والقطار المتوقف منذ الثلاثاء هو الطريقة الحديثة الوحيدة للوصول إلى الموقع من كوسكو العاصمة القديمة لإمبراطورية الإنكا على بعد 110 كيلومترات.

ويفترض أن يرسل الجيش مروحية ستقوم «بأربع رحلات إنسانية لنقل السياح» من ماتشو بيتشو إلى كوسكو حسب البلدية التي أكدت أن الأولوية ستكون للعائلات التي تضم «أطفالاً وأشخاصاً ضعيفين».

وغادر نحو مئتي سائح معظمهم من أميركا الشمالية والأوروبيين، المنطقة سيراً على الأقدام متبعين خط السكة الحديد للوصول إلى أولانتايتامبو التي تبعد ثلاثين كيلومتراً، حيث كانت حافلات بانتظارهم.

back to top