هجوم مباغت للفصائل الموالية لتركيا يصل إلى مشارف وسط حلب
وسّعت الفصائل السورية الموالية لتركيا بقيادة «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) هجومها المباغت الذي بدأته أمس الأول في شمال سورية لتصل إلى مسافة 10 كيلومترات من وسط مدينة حلب، في ظل حديث تركي عن عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على حدود منطقة خفض التصعيد المتفق عليها مع روسيا وإيران في عام 2019.
وجاء هجوم الفصائل المسلحة بالتزامن مع وصول الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وغداة إعلان أنقرة أن الأسد لا يرغب في تطبيع العلاقات معها، في إشارة يأس من الدعوات المتكررة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإنهاء هذا الملف عبر لقاء يجمعه مع نظيره السوري بشار الأسد، الذي لا يزال يشترط انسحاب تركيا من الأراضي التي تحتلها قبل المضي قدماً نحو استعادة العلاقات.
كما يأتي الهجوم في وقت يلف الغموض السياسة التي سيعتمدها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في الملف السوري، خصوصاً ما إذا كان سيدفع باتجاه انسحاب القوات الأميركية من هذا البلد، وهو أمر كان ترامب سيقدم عليه في ولايته الأولى وتراجع عنه في اللحظات الأخيرة بعد ضغوط من الجيش الأميركي وجهات إقليمية.
وفي اليوم الثاني من الهجوم الذي أطلق عليه «ردع العدوان»، أعلنت الفصائل الموالية لأنقرة مواصلة تقدمها الأول من نوعه منذ 2020 في ريف حلب الغربي وسيطرتها على عشرات القرى والنقاط العسكرية إلى جانب «الفوج 46» الذي يعتبر من أكبر المراكز العسكرية بالمنطقة، وبدأت التمهيد لفتح محور آخر شرقي إدلب.
ونقل عن مصدر عسكري سوري أن المسلحين هاجموا تمركز ميليشيات إيران بمطار النيرب وأصبحوا على مسافة 10 كلم من مدينة حلب وبضعة كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين يوجد بهما حضور قوي لـ «حزب الله» اللبناني.
وأكد المرصد السوري مقتل أكثر من 150 جندياً وعنصراً من الفصائل خلال 24 ساعة، مشيراً إلى أن الفصائل سيطرت على «قرى ذات أهمية استراتيجية لقربها من طريق حلب - دمشق الدولي»، كما تمكنت لاحقاً من قطع هذا الطريق.
وفي ضربة قوية لطهران، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن قائد القوات الاستشارية التابعة للحرس الثوري في سورية البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي قتل في مدينة حلب.
ووصفت وزارة الدفاع السورية الهجوم بأنه «انتهاك سافر لاتفاق خفض التصعيد الساري منذ 6 مارس 2020 وتم بإيعاز من المشغلين الإقليميين والدوليين».
وأكدت مصادر في وزارة الدفاع التركية لوكالة رويترز أن أنقرة تتابع عن كثب التحركات الأخيرة للفصائل، واتخذت كل أنواع الاحتياطات لتأمين قواتها المنتشرة شمال سورية، مبينة أن «عملية الفصائل باتجاه حلب تقع ضمن حدود منطقة خفض التصعيد بإدلب المتفق عليها عام 2019 بين روسيا وإيران وتركيا».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الفصائل تمكنت من قطع الطريق الدولي بين حلب ودمشق.