قصيدة: أعشاشُ الشُعراء
أقولُ عن الشِعرِ، عن بابِهِ وعن حالِهِ، حالِ كُتَّابِهِ
يرفُّ كما الطيرُ في بالِهِ فيُلهَمُ عُشًّا بأسبابِهِ
إذِ اللهُ يُرشِدُهُ أمرَهُ فما يستعينُ بأسرابِهِ
فيجلبُ عُودًا لبنيانِهِ ويشبكُ عودًا بأعقابهِ
ويمضي نشيطًا لإعدادِهِ ويقطعُ كونًا بأقطابهِ
مرارًا يُكرِّرُ ترحالَهُ ليُكمِلَ بيتًا بأعشابِهِ
وتجلسُ زوجٌ على بيضها بصبرٍ على طول أوصابِهِ
ويأتي الصغارُ، وأصواتُها تهنئُ عُشًّا بأصحابِهِ
وتخرجُ تعلو لأعلى مدى تحلِّقُ في جوِّ محرابِهِ
كذلك شِعرُ القصيدِ نما بأفكارِهِ وبأنجابِهِ
يعي فكرةً أينعتْ من هنا إلى منتهاها بإسهابهِ
هو الشعرُ رحلتُنا للسُهى رؤانا مفاتيحُ أبوابِهِ
فتكبرُ صورته روضةً بحِضنِ البيانِ وأضرابِهِ
ويُزهرُ رونقُهُ المُشتَهَى يقدِّمُ أروعَ أطيابهِ
ويخرجُ للقارئينَ له يباهي بأبهجِ أثوابِهِ
وينشرُ في الفجرِ أنغامَهُ يُحلِّي المساءَ بإطرابِهِ
ويُسعِدُ سامعَهُ بالمُنى ويشفي العطاشى لآدابهِ
سلامٌ على قطراتِ الندى وأهلِ القصيدِ وأربابهِ
وصلى الإلهُ على المصطفى بشيرِ الأنامِ، وأحبابِهِ
وآلٍ همُ عِترةُ المُجتبى كذا تابعيه وأصحابِهِ