عبّرت روسيا عن امتعاضها من المفاوضات الإيرانية ـ الأوروبية التي جرت، أمس الأول، في جنيف، حسب ما أكد مصدر في مكتب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لـ«الجريدة»، مشيراً إلى أن موسكو غاضبة خصوصاً بسبب قبول طهران بتغييبها عن المفاوضات.

وكشف المصدر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبدى استياء واضحاً من اجتماع جنيف خلال لقاء مقتصب مع السفير الإيراني لدى موسكو، كاظم جلالي، على هامش حدث دبلوماسي في عقد العاصمة الروسية أمس الأول، مضيفاً أن لافروف اعتبر أن ما جرى «سياسية ظريف المعتادة»، في إشارة إلى مساعد الرئيس للشؤون الاستراتيجية، وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، الذي يتهمه الأصوليون الإيرانيون بأنه يميل للتقارب مع واشنطن.

Ad

وقال المصدر إن لافروف، أثار خلال دردشة مع جلالي موضوع اتفاقية الشراكة طويلة الأمد بين الجانبين، التي كان من المقرر أن يوقعها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وتساءل عن أسباب تلكؤ طهران بالتوقيع.

وبحسب المصدر، سعى السفير الإيراني للاستفسار عن الأحداث الكبيرة التي تجري في سورية، وبحث سبل التنسيق بين موسكو وطهران بشأنها، إلا أن لافروف، أجابه بأن منطقة حلب كانت بيد المجموعات الموالية لإيران، وكان عليهم الحفاظ عليها لتأمين خط الإمداد اللوجيستي لـ»حزب الله» اللبناني، لكنهم خسروها الآن، ويريدون مساعدة روسيا لاستعادتها، رغم أنهم في وقت حاجة روسيا للإيرانيين وقفوا على الحياد وفتحوا خطوط اتصال مع الأوروبيين دون حضور روسي.

وأشار إلى أن لافروف، تساءل عن المواضيع التي اثيرت في اجتماع جنيف، والتي لا تريد إيران لروسيا أن تعرفها.

إلى ذلك، أوضح المصدر أن اجتماع جنيف بين الوفد الإيراني والأوروبيين كان عمليا لقاء لكسر الجليد، وقام خلاله الجانب الأوروبي بعرض قائمة مطالبه الأساسية، وهي عبارة عن 6 بنود هي:

1 – التزام إيران باتفاق 2015 النووي والسماح للمنظمة الدولية للطاقة الذرية إجراء التفتيش على أساس البروتوكول الإضافي لمعاهدة حذر انتشار الأسلحة النووية، والتقيد بسقف نسب التخصيب المنصوص عليها به، وتدمير كل ما تم انتاجه خارج إطار الاتفاق من يورانيوم مخصب أو ماء ثقيل يمكن أن تتم الاستفادة منه لتصنيع السلاح الذري.

2 – وقف كل المساعدات العسكرية الإيرانية لروسيا من تزويدها بالأسلحة إلى التصنيع المشترك للأسلحة، وعدم التعاون معها لتجاوز العقوبات الأوروبية والأميركية.

3 – إنهاء تعاون طهران مع الميليشيات العسكرية في المنطقة وتحويلها إلى تنظيمات سياسية بحتة في بلدانها.

4 – وقف تأمين الأسلحة للحوثيين وإجبارهم على وقف هجماتهم على السفن التي تريد العبور من مضيق باب المندب.

5 – إيجاد صيغة لحل الخلافات الإيرانية- الإسرائيلية ووقف التصعيد والحروب في المنطقة، ووقف الهجمات المتبادلة.

6 – تجميد تصنيع الصواريخ البالستية التي يمكنها حمل الرؤوس النووية خصوصا بعيدة المدة منها.

وأوضح المصدر انه في النهاية اتفق الجانبان على استشارة قياداتهم ثم العودة إلى جولة ثانية من المفاوضات قريباً.

وبيّن أنه على الرغم من التقرير الذي رفعه السفير الإيراني لطهران عن لقائه بلافروف فإن الرئيس مسعود بزشكيان أمر أمس بتحضير تقرير للجانبين الروسي والصيني، لاطلاعهما على ما دار باجتماع جنيف الذي شهد تركيزا على الملفين النووي والمساعدة العسكرية التي تتلقاها روسيا من طهران ضد أوكرانيا.