في وقت نقل موقع أكسيوس الأميركي عن السيناتور الجمهوري البارز، ليندسي غراهام، أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يستعجل وقفاً لإطلاق النار في غزة، ويريد رؤية ذلك قبل توليه منصبه في 20 يناير المقبل، أفاد مصدر بوزارة الخارجية الإيرانية «الجريدة» بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أبلغت طهران أن احتمالات التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة الفلسطيني مرتفعة جداً، وربما خلال أسبوعين، وذلك بعد ما حصل في لبنان، إذا تعاونت طهران معها كما جرى في لبنان.

ووفق المصدر، وهو عضو غير ثابت في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ذكر الجانب الأميركي أنه يتوقع ألا تشنّ إيران أي ضربة عسكرية على إسرائيل في الأسبوعين المقبلين، وأن تطلب من حلفائها في العراق واليمن وسورية خفض التوتر قدر الإمكان، لتجنّب أي تشويش على المساعي الأميركية التي تشارك فيها دول عربية وإقليمية.

Ad

ويقول المصدر إن الحراك الأميركي الذي أثمر في لبنان وتكثف بغزة، جاء في وقت كان الحرس الثوري انتهى من وضع اللمسات الأخيرة على هجوم «ضخم ومركّب» ضد إسرائيل من لبنان والجولان والعراق واليمن يستمر أياماً.

من ناحيته، قال غراهام لموقع أكسيوس إن «ترامب عازم أكثر من أي وقت مضى على إطلاق سراح الرهائن، ويركز على تلك القضية ويدعم وقف إطلاق النار وإنهاء القتال الذي يشمل صفقة الأسرى. إنه يريد أن يرى ذلك يحدث الآن».

وأضاف: «آمل أن يعمل الرئيس ترامب وإدارة الرئيس جو بايدن معا خلال الفترة الانتقالية الحالية لإطلاق سراح الرهائن والحصول على وقف إطلاق النار».

وأكد غراهام أن ترامب يحتاج إلى التوصل إلى اتفاق في غزة، قبل أن يتمكن من التركيز على أهدافه الرئيسية في السياسة الخارجية بالمنطقة، مثل التطبيع بين إسرائيل والسعودية والتحالف الإقليمي ضد إيران.

وتحدث غراهام إلى «أكسيوس»، بعد عودته من زيارته إلى الشرق الأوسط، وهي الثانية له خلال نوفمبر الماضي، والتي التقى فيها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأشار إلى اعتراضه على المقترحات التي طرحها متطرفون بحكومة نتنياهو، مثل وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش بشأن احتلال إسرائيلي غير محدد المدة لقطاع غزة المنكوب.

ولفت إلى اعتقاده بأن أي اتفاق سلام سعودي - إسرائيلي يتعين أن يتضمن مكونا فلسطينيا.

ورأى أن أفضل سياسة تأمين ضد «حماس» ليست إعادة احتلال إسرائيل لغزة، بل «إصلاح المجتمع الفلسطيني، والدول العربية هي الوحيدة القادرة على القيام بذلك».

وقال أحد مساعدي بايدن لـ «أكسيوس»: «يعتقد الرئيس أن عدم القيام بأي شيء وإخبار عائلات الرهائن الأميركيين والإسرائيليين بالانتظار حتى 20 يناير سيكون جنونا».

وفي وقت يتعرّض نتنياهو لاتهامات إسرائيلية بشأن عرقلته مساعي التوصل إلى اتفاق من أجل رغبته في استمرار الحرب وضمان بقاء حكومته، توجّه وفد من «حماس» إلى القاهرة لإجراء محادثات بشأن صفقة غزة بعد نحو 14 شهرا من الحرب الدموية المدمرة.

وقال قيادي بالحركة إن «الوفد وصل إلى القاهرة أمس لعقد لقاءات عدة مع المسؤولين المصريين، لمناقشة الأفكار المتعلقة بوقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى».

وأعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تبذل جهودا دبلوماسية جديدة، بمساعدة تركيا وقطر ومصر، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والاتفاق على إطلاق الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

إلى ذلك، أفادت أوساط عبرية بأن حكومة نتنياهو لا تستبعد انسحابا جزئيا من محور فيلادلفيا الفاصل بين مصر وغزة، أو عودة النازحين إلى شمال القطاع مقابل آلية للتفتيش. وأضاف: «مستعدون لأي نوع من الصفقات، حتى لو كانت صغيرة».

وأوضحت أن الائتلاف الحاكم في الدولة العبرية «يأمل بعد النجاح العسكري ضد حماس وحزب الله وضد الجماعات الأخرى التابعة لإيران في المنطقة، إلى جانب الإدارة القادمة في واشنطن ووزير المخابرات المصري الجديد، أن تخرج حماس من موقفها الرافض الدائم» لإبرام صفقة جزئية لا تتضمن وقفا شاملا ودائما للحرب وانسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.

من جانب آخر، أفادت تقارير بأن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، ادعى بسعى لرفض الاستئناف الإسرائيلي ضد مذكرتَي اعتقال نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وادّعى أن «القرار غير قابل للاستئناف حتى الآن، على الرغم من أنه قد يتم تقديم الاستئناف في مرحلة لاحقة من العملية القانونية».

إلى ذلك، ارتفعت حصيلة الحرب في غزة إلى 44382 قتيلا، بما في ذلك 30 قتيلا من بينهم عاملان بمنظمة المطبخ العالمي سقطوا في اعتداءات إسرائيلية أمس.