مصر تستضيف قادة حماس لبحث وقف إطلاق النار
قال مصدران من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» إن زعماء بالحركة أجروا محادثات مع مسؤولين أمنيين مصريين اليوم الأحد في مسعى جديد لوقف إطلاق النار في حرب غزة، وقال مسؤولان إسرائيليان إن من المنتظر أن يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني بشأن هذه المسألة.
وهذه أول زيارة يقوم بها مسؤولون من «حماس» للقاهرة منذ أعلنت الولايات المتحدة يوم الأربعاء أنها ستعاود إحياء الجهود بالتعاون مع قطر ومصر وتركيا للتفاوض على وقف إطلاق النار في غزة، والذي من شأنه أن يشمل صفقة رهائن.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إنه يعتقد بأن فرص وقف إطلاق النار والاتفاق على إطلاق سراح الرهائن في غزة أصبحت الآن أكثر ترجيحاً.
وأضاف لشبكة «سي.إن.إن» التلفزيونية الأمريكية اليوم الأحد «حماس» معزولة، حزب الله لم يعد يقاتل معهم، وداعموهم في إيران وأماكن أخرى مشغولون بصراعات أخرى.
وأردف قائلاً «لذلك أعتقد أننا قد تكون لدينا فرصة لإحراز تقدم، لكنني لن أتوقع بالضبط متى سيحدث ذلك... لقد اقتربنا كثيراً من ذلك ولم نعبر خط النهاية بعد لم نتوصل إلى اتفاق».
ومن ناحية أخرى، احتدم القتال المستمر منذ نحو 14 شهراً في القطاع الفلسطيني.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن الوكالة اضطرت إلى وقف تسليم المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم غداة استيلاء عصابات مسلحة داخل غزة على أغذية من قافلة مساعدات.
وأضاف لازاريني في منشور على منصة إكس «يأتي هذا القرار الصعب في وقت يتفاقم فيه الجوع بسرعة».
وقال مسعفون إن ما لا يقل عن 20 فلسطينياً لقوا حتفهم في ضربات جوية إسرائيلية على غزة اليوم الأحد، فيما واصلت القوات الإسرائيلية القصف في أنحاء القطاع وفجرت منازل على أطرافه الشمالية.
وذكر مسعفون أن ستة أشخاص قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة كما أودى هجوم آخر بحياة ثلاثة أشخاص داخل منزل في مدينة غزة.
وأبلغ مسعفون رويترز بأن طفلين قتلا عندما سقط صاروخ على مخيم في خان يونس جنوب قطاع غزة، كما لقي أربعة أشخاص حتفهم في غارة جوية على رفح قرب الحدود مع مصر.
وقال سكان إن الجيش فجر عدة منازل في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمال قطاع غزة، حيث تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات منذ أكتوبر.
ويقول فلسطينيون إن العمليات الإسرائيلية في الطرف الشمالي للقطاع هي جزء من مخطط لإفراغ المنطقة من السكان عبر عمليات التهجير القسري والقصف بهدف إنشاء منطقة عازلة، وهو اتهام ينفيه الجيش الإسرائيلي.
ويقول الجيش إنه قتل المئات من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» هناك في عمليات تهدف لمنع الحركة من معاودة تنظيم صفوفها، كما فقد نحو 30 جندياً هناك في القتال مع مسلحي حماس على مدى الشهرين الماضيين، وهو عدد كبير نسبياً من القتلى.
ولا تُقدّم حماس تفاصيل عن قتلاها.
جاء وقف تسليم المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل بعد أسبوعين تقريباً من نهب شحنة مساعدة كبيرة على الطريق نفسه.
وقال لازاريني إن مسؤولية إسرائيل «كقوة احتلال» هي حماية عمال الإغاثة والإمدادات، وإن العملية الإنسانية أصبحت «مستحيلة بلا داع» بسبب ما وصفها بالقيود الإسرائيلية.
وتنفي وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وحدة تابعة للجيش الإسرائيلي تشرف على نقل المساعدات، أنها تعوق إيصال المواد الغذائية إلى غزة، وتقول إنها لا تضع حداً للإمدادات التي تصل للمدنيين وتتهم الأمم المتحدة بالتسبب في تأخيرها.
وبدأت الحرب في السابع من أكتوبر 2023 عندما هاجم مسلحون تقودهم حماس بلدات في جنوب إسرائيل.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن ذلك الهجوم تسبب في مقتل ما يقرب من 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة واقتيادهم إلى القطاع.
وقال مسؤولون في قطاع غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع أودت بحياة أكثر من 44400 شخص وأدت إلى نزوح كل سكان القطاع تقريباً، كما حولت الحرب مساحات واسعة من القطاع الساحلي إلى أنقاض.
وتسعى حماس إلى التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب. لكن نتنياهو قال إن الحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على حماس.
وقالت جماعات مدافعة عن حقوق السجناء اليوم الأحد إن اثنين من المعتقلين الفلسطينيين توفيا خلال احتجازهما لدى إسرائيل، مما يرفع عدد السجناء الذين وردت أنباء عن وفاتهم منذ بدء الحرب إلى 47.
وأضافت هذه الجماعات أن السجينين هما محمد إدريس ومعاذ ريان، وكلاهما في الثلاثينات من العمر.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إن الحالتين ليستا من اختصاصها ولم يصدر الجيش الذي يدير معسكرات الاعتقال تعليقاً بعد.
واتهمت الجماعات المدافعة عن حقوق السجناء، وهي هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، إسرائيل بمواصلة تعذيب السجناء.
وقالت هذه الجماعات في البيان المشترك «تؤكد مؤسسات الأسرى أن الكشف عن المزيد من الشهداء في صفوف معتقلي غزة ممن ارتقوا خلال الشهور الماضية ومن أيام يعني أن الاحتلال ماض في جرائم التعذيب الممنهجة».
وتنفي إسرائيل اتهامات من منظمات حقوق إنسان فلسطينية ودولية بإساءة معاملة المعتقلين وتعذيبهم في السجون ومعسكرات الاعتقال.