مع تواصل الهجوم الواسع والمباغت الذي شنّته هيئة تحرير الشام الإسلامية المتشددة (جبهة النصرة سابقاً) والفصائل المتحالفة معها وبعضها موالٍ لتركيا، لليوم السادس، حصل الرئيس السوري بشار الأسد على دعم غير مشروط من داعميه الأساسيين نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني مسعود بزشكيان، في وقت أشارت تقارير إلى أن تركيا قدمت عرضاً جديداً لدمشق، للتوصل إلى ترتيبات سياسية وأمنية.

وقال «الكرملين»، في بيان بعد اتصال بوتين وبزشكيان، إن «تركيز الرئيسين انصبّ على الموقف المتصاعد في سورية، إذ عبّرا عن دعمهما غير المشروط لإجراءات السلطات الشرعية لاستعادة النظام الدستوري والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة».

Ad

وكان الأسد اعتبر، خلال اتصال مع بزشكيان في وقت سابق، أن «ما يحصل من تصعيد إرهابي يعكس أهدافاً بعيدة في محاولة تقسيم المنطقة وتفتيت دولها وإعادة رسم الخرائط من جديد، وفقاً لمصالح أميركا والغرب».

جاء ذلك في وقت شدد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، على أن الهجوم الواسع للفصائل المعارضة ليس «تدخلاً أجنبياً»، في إشارة الى اتهامات لأنقرة بالوقوف وراء الهجوم.

وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي بأنقرة، قال فيدان إن «غياب الحوار بين دمشق والمعارضة أوصل المشكلة إلى هذه النقطة»، مضيفاً: «لا نريد أن تتفاقم الحرب الأهلية أكثر، لكن التطورات الأخيرة تظهر مرة أخرى أنه يتعين على دمشق التوصل إلى تسوية مع شعبها والمعارضة الشرعية، وأنقرة مستعدة للمساهمة في أي حوار إذا تطلّب الأمر».

وتلاقت تصريحات فيدان عن استعداد بلاده لتسهيل أي حوار بين الأسد والمعارضة، مع حديث مصادر سورية معارضة عن عرض تركي جديد لدمشق، تنصّ عناوينه العريضة على إطلاق مفاوضات سياسية مباشرة بين دمشق ومعارضين، واستعداد تركيا لوضع جدول زمني للانسحاب من سورية، مع التوصل إلى ترتيبات أمنية تخص الأكراد وضمان عدم تهديدهم لتركيا والاتفاق على سبل عودة اللاجئين. كما تلاقت التصريحات التركية مع بيان رباعي للولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، أكد الحاجة الملحة إلى «حل سياسي يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254».

في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن 5 مصادر مطلعة أن أبوظبي وواشنطن ناقشتا إمكانية رفع العقوبات عن الأسد إذا نأى بنفسه عن إيران وقطع طرق نقل الأسلحة إلى «حزب الله» اللبناني.

وتحدثت مصادر دبلوماسية في بيروت عن ضغوط غربية إسرائيلية على دمشق تتركز على ضرورة قطع طرق الإمداد لـ «حزب الله»، في إطار مساعٍ لإعادة تعويم حكومة الأسد، وأن ذلك سيكون مرتبطاً بتقويض النفوذ الإيراني.

وقالت المصادر إن ما تريده إسرائيل في سورية هو محاولة لخلق تفاهم مشابه للتفاهمات التي تم العمل عليها في لبنان، أي أن تكون مفاعيل التفاهم مشابهة للقرار 1701 في لبنان، حول منع تنفيذ أي عمليات ضد إسرائيل انطلاقاً من الجنوب السوري، وضبط الحدود ومنع تهريب الأسلحة لـ «حزب الله».

وتشير بعض المعلومات إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وفريقه يحملان فكرة أساسية حول دفع سورية إلى السلام مع إسرائيل، وفي حال لم يتم الوصول إلى مثل هذا الاتفاق، فالحد الأدنى الالتزام بموجباته من دون الحاجة إلى نسج علاقات، على أن ينعكس ذلك على لبنان خصوصاً أن القناعة الإسرائيلية والأميركية والعربية أنه لا يمكن تطويق وتقويض «حزب الله» في لبنان عسكرياً إلا من خلال قطع إمداده التسلحي من سورية، وهذا يحتاج إلى قرار سوري واضح، وفكرة السلام المطروحة في هذه المرحلة ليست وفق معادلة الأرض مقابل السلام، بل المال والاستثمار ورفع العقوبات مقابل «السلام».

إلى ذلك، وتأكيداً لخبر «الجريدة» عن إرسال إيران لقوات إلى سورية بشكل عاجل، أفادت تقارير اليوم بأن ميليشيات إيرانية وفصائل عراقية موالية لإيران عبرت الحدود العراقية إلى سورية.

وكشف مصدر كبير في الجيش السوري لـ «رويترز» أن ما لا يقل عن 300 مسلح من مقاتلي الحشد الشعبي وكتائب «حزب الله» ولواء «فاطميون» ومنظمة بدر وحركة النجباء المتحالفة مع إيران عبروا من العراق إلى سورية.

إلا أن وزارة الداخلية العراقية قالت إنه لا مؤشرات على عبور فصائل للحدود، في وقت نفى الحشد الشعبي العراقي عبور أي قوات تابعة له الى الحدود، مؤكداً أنه يعمل فقط داخل العراق.

وفي تفاصيل الخبر:

أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان، الداعمان الرئيسيان للرئيس السوري بشار الأسد، اليوم، دعمهما «غير المشروط» لدمشق، وتمسّكا بالتنسيق مع تركيا، مع تواصل الهجوم الواسع والمباغت التي شنّته هيئة تحرير الشام الإسلامية المتشددة «جبهة النصرة سابقاً» والفصائل المتحالفة معها وبعضها موالٍ لتركيا، لليوم السادس.

وقال «الكرملين»، في بيان بعد اتصال بوتين وبزشكيان، إن «تركيز الرئيسين انصبّ على الموقف المتصاعد في سورية، وعبّرا عن دعمهما غير المشروط لإجراءات سلطاتها الشرعية لاستعادة النظام الدستوري والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة».

وكان الأسد قد اعتبر، خلال اتصال مع بزشكيان، اليوم، أن «ما يحصل من تصعيد إرهابي يعكس أهدافاً بعيدة في محاولة تقسيم المنطقة وتفتيت دولها وإعادة رسم الخرائط من جديد، وفقاً لمصالح وغايات أميركا والغرب».

وشدد الأسد على أن «هذا التصعيد لن يزيد سورية وجيشها إلّا إصراراً على المزيد من المواجهة للقضاء على أذرع الإرهاب في جميع الأراضي السورية».

من جهته، أعرب بزشكيان عن «رفض إيران التام لكل محاولات النيل من وحدة واستقرار سورية»، محذراً من أن المساس بوحدة سورية هو ضرب للمنطقة واستقرارها ووحدة دولها.

عرض تركي

في الأثناء، شدد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، على أن الهجوم الواسع للفصائل المعارضة ليس «تدخلاً أجنبياً»، في إشارة إلى اتهامات لأنقرة بالوقوف وراء الهجوم.

وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي بأنقرة، قال فيدان إن «غياب الحوار بين دمشق والمعارضة أوصل المشكلة إلى هذه النقطة»، مضيفاً: «لا نريد أن تتفاقم الحرب الأهلية أكثر، لكنّ التطورات الأخيرة تُظهر مرة أخرى أنه يتعيّن على دمشق التوصل إلى تسوية مع شعبها والمعارضة الشرعية، وأنقرة مستعدة للمساهمة في أي حوار إذا تطلّب الأمر».

وإذ حذّر فيدان من «استغلال التنظيمات الإرهابية حالة عدم الاستقرار»، في إشارة إلى الأكراد، شدد عراقجي على أن «سورية يجب ألا تصبح معقلاً للمجموعات الإرهابية».

وأعلن عراقجي أن طهران وأنقرة اتفقتا على أن سورية ينبغي ألا تصبح موطناً «للجماعات الإرهابية»، مشيراً إلى أنه من الضروري «حماية إنجازات مسار أستانا»، الذي رعته روسيا وإيران وتركيا، وعقد اجتماع جديد على مستوى وزراء الخارجية قريباً».

وتلاقت تصريحات فيدان عن استعداد بلاده لتسهيل أي حوار بين الأسد والمعارضة، مع حديث مصادر سورية معارضة عن عرض تركي جديد لدمشق، تنصّ عناوينه العريضة على إطلاق مفاوضات سياسية مباشرة بين دمشق ومعارضين، واستعداد تركيا لوضع جدول زمني للانسحاب من سورية، مع التوصل الى ترتيبات أمنية تخص الأكراد وضمان عدم تهديدهم لأنقرة.

رفع العقوبات

في غضون ذلك، نقلت «رويترز» عن 5 مصادر مطّلعة أن أبوظبي وواشنطن ناقشتا إمكانية رفع العقوبات عن الأسد إذا نأى بنفسه عن إيران وقطع طرق نقل الأسلحة إلى «حزب الله» اللبناني. وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبدالله بن زايد، بحث خلال اتصالات هاتفية مع نظرائه العراقي فؤاد حسين الأردني أيمن الصفدي والمصري بدر عبدالعاطي التطورات الراهنة في سورية والأوضاع في المنطقة وتداعياتها على الأمن والسلم الإقليميين، وجدد «دعم الإمارات لسورية في مواجهة التطرف والإرهاب».

وفي بيان رباعي مشترك، قالت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، أمس، «نراقب عن كثب التطورات في سورية، وندعو جميع الأطراف إلى خفض التصعيد وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية لتجنّب المزيد من النزوح وتعطيل الوصول الإنساني».

وأضاف البيان الرباعي أن التصعيد يؤكد فقط الحاجة الملحّة إلى حل سياسي يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254 الداعي إلى إجراء محادثات سلام بين الحكومة وقوات المعارضة.

قوات إيرانية

الى ذلك، وتأكيدا لخبر «الجريدة» «إيران تقر ارسال مقاتلين إلى سورية لكنها تطلب غطاء جوياً روسياً»، أفادت تقارير، اليوم، بأن ميليشيات إيرانية وفصائل عراقية موالية لإيران عبرت الحدود العراقية إلى سورية.

وكشف مصدر كبير في الجيش السوري لـ «رويترز» أن ما لا يقل عن 300 مسلح من مقاتلي الحشد الشعبي وكتائب حزب الله و«لواء فاطميون» ومنظمة بدر وحركة النجباء المتحالفة مع إيران عبروا من العراق إلى سورية عبر طريق عسكري بالقرب من معبر البوكمال، وجواً، لمساعدة الجيش على خطوط التماس في الشمال».

وأفاد المرصد السوري بأن نحو 200 من عناصر الميليشيات العراقية عبروا الحدود إلى سورية على متن شاحنات صغيرة، ليل الأحد - الاثنين عبر معبر البوكمال الاستراتيجي، لدعم الهجوم المضاد للجيش السوري على فصائل المعارضة، التي تمكنت من السيطرة على حلب وإدلب وتواصل تقدّمها إلى حماة.

إلا أن وزارة الداخلية العراقية قالت إنه لا مؤشرات على عبور فصائل للحدود، ونفى «الحشد الشعبي» العراقي عبور أي قوات تابعة له الى الحدود، مؤكداً أنه يعمل فقط داخل العراق.

وكان الجيش العراقي قد نشر قوات مدرعة على طول الشريط الحدودي مع سورية من قضاء القائم، وصولاً إلى الحدود الأردنية بأقصى الغرب، تنفيذاً لأمر رئيس الحكومة محمد السوداني بالتصدي لأي تهديد يمكن أن يمسّ أرض العراق وسيادته».

في المقابل، دافع المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، عن وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين في سورية، مشدداً على أنه سيستمر بناء على طلب دمشق.

الجيش السوري

وفي اليوم السادس من الهجوم المباغت، أعلن الجيش السوري «بدء التحرك على عدة محاور في أرياف حلب وحماة وإدلب للالتفاف على الإرهابيين وطردهم من المناطق التي دخلوها وتأمينها بالكامل، وتثبيت نقاط تمركز جديدة للتحضير للهجوم التالي».

وأوضحت وزارة الدفاع أنها قامت بالتعاون مع القوات الروسية بـ «توجيه ضربات استهدفت مقار الإرهابيين ومستودعاتهم وخطوط إمدادهم ومحاور تحرّكهم في ريفَي حلب وإدلب أدت إلى القضاء على ما يزيد على 400 إرهابي، بينهم أجانب».

وأفاد المرصد و«الخوذ البيضاء» بارتفاع أعداد الضحايا بين المدنيين جراء الغارات المتكررة إلى 56 وإصابة 238 منذ بدء العمليات العسكرية.

وفي وقت سابق، أكد الجيش الروسي أنه «يساعد الجيش السوري في صد العدوان الإرهابي بمحافظات إدلب وحماة وحلب»، مؤكداً تنفيذ ضربات أسفرت عن «تصفية 320 ناشطاً» على الأقل.

وأفادت مصادر عسكرية بأن روسيا أقالت قائد قواتها بسورية، الجنرال سيرغي كيسيل، مشيرة إلى أنه سيحل محله الكولونيل جنرال ألكسندر تشايكو، الذي قاد معركة «تحرير حلب» عام 2017.

الأكراد

وغداة إطلاق فصائل موالية لتركيا هجوماً منفصلاً عن عملية «ردع العدوان»، تحت اسم «فجر الحرية»، لملاحقة قوات سورية الديموقراطية (قسد) المدعومة أميركياً، ووحدات حماية الشعب الكردية في حلب، بدأت الوحدات الكردية وقوات «قسد» إخلاء المناطق الخاضعة لسيطرتها في القطاع الشمالي الشرقي من مدينة حلب بموجب اتفاق مع فصائل المعارضة، يشمل الانسحاب من الشيخ مقصود وبستان الباشا ومناطق أخرى في المدينة، ويسمح للمدنيين بالمغادرة إلى مناطق في شمال شرق سورية تحت سيطرة الأكراد.

وقال قائد «قسد»، مظلوم عبدي، في بيان، «نعمل على التواصل مع كل الجهات الفاعلة لتأمين حماية شعبنا وإخراجه بأمان من منطقة تل رفعت والشهباء» في ريف حلب الشمالي «باتجاه مناطقنا الآمنة».

وأوضح عبدي أن قواته تدخلت بعد «انسحاب الجيش السوري وحلفائه» من حلب، من أجل «فتح ممر إنساني بين مناطقنا الشرقية وحلب ومنطقة تل رفعت، لحماية شعبنا من المجازر، لكن هجمات المجموعات المسلحة المدعومة من الاحتلال التركي قطعت هذا الممر».

وضمن عملية «ردع العدوان»، سيطرت هيئة تحرير الشام وحلفاؤها على قرى عدة مثل الشعثة، والطليسية، وجبل شحشبوا في ريف حماة الشمالي، إضافة إلى الطريق الدولي حلب - حماة، مؤكدة أنها استهدفت بالطائرات المسيّرة تجمعاً كبيراً لقيادات الجيش السوري في منطقة جبل زين العابدين شمال مدينة حماة.