يعتبر فن البورتريه أحد أقدم أشكال التعبير الفني، حيث يركز على تصوير الوجوه والتعبيرات الإنسانية، وفي السياق الكويتي يمكن أن يستخدم البورتريه لتسليط الضوء على الشخصيات البارزة في مجالات متعددة، من خلال تجسيد ملامح هؤلاء الأفراد، ويمكن للمشاهدين أن يتعرفوا على قصصهم وإنجازاتهم، مما يعزز من تقديرهم للتراث الثقافي.
وقالت التشكيلية ابتسام العصفور: «ضمن توثيقي للجانب الثقافي في التراث الكويتي وظفت فن البورتريه في توثيق الشخصيات الكويتية والرموز الثقافية كشخصيات الأسرة الحاكمة والمطربين القدامى وشعراء الكويت، وهم شعراء الفصحى والعامية، نظرا لأهمية الشعر في التعبير عن تأثير عوامل البيئة الحالية علي حياة الإنسان الكويتي آنذاك وحياة الكفاح وشظف العيش، وأيضا المتغيرات السياسية والظروف الاجتماعية وطبيعة المجتمع الكويتي المحافظ، الذي كان يستمد تعاليمه من الدين الإسلامي، وتأثير الانفتاح بعد اتفاقية الحماية الكويتية البريطانية واكتشاف البترول، ثم من النهضة الشاملة في الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية».
وأضافت العصفور أن الشعراء هم اللسان المعبر عن أثر تلك التداعيات على حياة الكويتيين بأشعارهم التي وثقت طبيعة الحياة آنذاك، وخلال مسيرتي الفنية وثقت عددا من شعراء الكويت، وهم: فهد العسكر، زيد الحرب، فهد بورسلي، مبارك الحديبي، بدر بورسلي، عبداللطيف البناي، د. سعاد الصباح، فايق عبدالجليل، مبينة أنها وثقت أخيرا الشاعر صقر الشبيب، لتقول: «تواصل معي نائب رئيس الجمعية الكويتية للتراث والمستشار في مركز البحوث والدراسات الكويتية م. أحمد العدواني منذ فترة لرسم صورة نادرة للشاعر صقر الشبيب عثر عليها في رسائل متبادلة بينه وبين الشاعر خالد الفرج ويبدو في مرحلة الشباب».
وأردفت: «تم وضع صورة اللوحة على غلاف العدد الثاني نوفمبر 2024 من مجلة البروة التي تصدر عن الجمعية الكويتية للتراث، والتي تضمنت مقال رسائل وقصائد متبادلة بين خالد الفرج وصقر الشبيب»، لافتة إلى أن الشبيب من أشهر شعراء الفصحى في الكويت، وقد كان مستنير الفكر ويدعو الى الاعتدال.
وأفادت بأن الشبيب ولد في الحي الشرقي عام 1894، وفقد بصره في السابعة من عمره وكان يحفظ الشعر، وعمِل لمدة عام في إدارة المعارف، إذ خُصص له مكان يشرح فيه للناشئين القواعد النحوية، وكان عزيز النفس لا يمدح أحدا إلا إذا كان يستحق المدح، وكان صديقا للشيخ عبدالله السالم والأديب أحمد البشر الرومي، والذي جمع قصائده في ديوان سماه «صقر الشبيب»، وحظيت أشعاره باهتمام العديد من الباحثين والأكاديميين.