أثار قصف «حزب الله» مساء أمس الأول موقعاً عسكرياً إسرائيلياً، رداً على الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر الماضي، مخاوف من انهيار الاتفاق وعودة الحرب إلى لبنان، مع توعد إسرائيل برد قوي.

ورغم إصدار الحزب بياناً أطلق عليه «البيان رقم 1» وتبنى فيه القصف بصاروخين على موقع رويسات العلم الإسرائيلي الذي اعتبره «رداً دفاعياً أولياً تحذيرياً على الجيش الإسرائيلي»، فإن مصادر متابعة في بيروت، أبلغت «الجريدة» أن الحزب أكد لجهات رسمية لبنانية وأخرى دبلوماسية اتصلت به للاستعلام عن حقيقة الموقف ومسارات تطور الأوضاع، أن العملية جرى تنفيذها من دون العودة إلى قرار مركزي في الحزب، بل نتيجة «غضب مقاومين» من الخروقات الإسرائيلية المتكررة، وأنه تم العمل على معالجة الأمر.

Ad

وقالت المصادر إن «حزب الله» أكد أنه غير معني بسقوط الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية وفرنسية، وأنه حريص على مواصلة وقف النار.

وبحسب المعلومات، جرى خلال الاتصالات مع الحزب طرح أسئلة ونقاش حول عدم فائدة هذه التصرفات، فالضربات لا تصيب أهدافاً وتعود سلباً على الوضع في لبنان وقد تتخذ منها إسرائيل ذريعة لإسقاط الاتفاق.

وتثير هذه الحادثة تساؤلات حول الوضع الداخلي في الحزب ومدى صلابة التسلسل القيادي فيه، بعد أن تمكنت إسرائيل من اغتيال عدد كبير من قادة الصفين الأول والثاني، ومنهم الأمين العام التاريخي للحزب حسن نصرالله. وقوبل تعيين نعيم قاسم أميناً عاماً بالكثير من الاستغراب في صفوف أنصار الحزب، إذ لم يكن مطروحاً لتولي هذا المنصب بأي حال من الأحوال على أساس أن الأمين العام الاحتياطي، في حال تعرض نصرالله لأي طارئ، كان رئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين، الأقرب إلى طهران، والذي نجحت إسرائيل في اغتياله بعد قليل من اغتيال نصرالله في 27 سبتمبر الماضي.

ورغم حديث الحزب عن انتصار على إسرائيل فإن كثيرين ينظرون إلى اتفاق وقف إطلاق النار على أنه خسارة كبيرة له، إذ فرض شروطاً قاسية على الحزب بما في ذلك موافقته على الانسحاب إلى شمال الليطاني، وإخضاع طرق إمداده لرقابة شديدة، إلى جانب حق الطرفين في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في الاتفاق والذي ينظر إليه على أنه منح إسرائيل حرية الحركة في لبنان وهو ما أثبتت صحته الأيام الستة الماضية، إضافة إلى موافقة الحزب على ترؤس جنرال أميركي للجنة مراقبة وقف إطلاق النار رغم اتهامات الحزب المتكررة لواشنطن بأنها شريكة لتل أبيب في الحرب.