بينما تستطيع أي مدمرة أميركية إطلاق عشرات الصواريخ المجنحة في غضون دقائق، تستغرق إعادة تحميل السفينة الحربية بالأسلحة شهرين، ما يمثل «نقطة ضعف قاتلة في حالة اندلاع حرب مع الصين»، وفق ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، مشيرة إلى أن البحرية الأميركية تدرس اعتماد نظام جديد لتحميل الصواريخ داخل البحر.

وكشف وزير البحرية الأميركية، كارلوس ديل تورو، أن واشنطن قامت باختبار نظام جديد لإعادة تحميل الصواريخ قابل للنقل في البحر «ترام» قبالة ساحل كاليفورنيا بهدف تقليص إعادة تحميل الصواريخ إلى أيام فقط، مؤكدا أن «القدرة على إعادة التسليح في البحر ستكون حاسمة لأي صراع مستقبلي في المحيط الهادئ».

Ad

وفي حين تخشى واشنطن من نفاد ذخيرة سفنها في غضون أيام، أو ربما ساعات إذا اندلع قتال في غرب المحيط الهادئ على بعد 5000 ميل من أقرب قاعدة بحرية آمنة، تمّ تصميم نظام «ترام» لسدّ هذه الفجوة بالإمدادات باستخدام رافعة مزودة بتكنولوجيا تجعلها قادرة على تحميل مدمرة بالصواريخ في أعالي البحار، وفي غضون ساعات.

وأوضح القائد الفني للمشروع، رايان هايليك، أنهم وضعوا الخطط الجديدة في محاكاة كمبيوترية، وحددوا أضعف نقاط الآلية وأضافوا حوالي 300 رطل من التعزيزات الفولاذية، بالإضافة إلى تعزيز سطح السفينة لتحمل الحمولة الجديدة. وقام الفنيون بتوصيل كل من السفينة والرافعة بأجهزة استشعار لفهم كيفية تحرك جميع العناصر وما هي الضغوط التي واجهتها، بهدف تحسين التصميمات. وتسبب نظام إعادة التحميل البطيء صداعًا للبحرية الأميركية في البحر الأحمر، حيث اضطرت سفنها المنتشرة هناك للدفاع عن سفن الشحن من هجمات المتمردين الحوثيين للإبحار عبر قناة السويس نحو الموانئ في اليونان أو إسبانيا لإعادة التحميل، وانسحبت من القتال فترات طويلة.

وقال القائد الأعلى السابق لقوات حلف شمال الأطلسي، الأميرال المتقاعد، جيمس ستافريديس، إنه «كان ينبغي علينا أن نطور هذه القدرة منذ عقود»، مضيفا أنه «بعد إطلاق حمولة كبيرة من صواريخ توماهوك كان عليّ سحب سفني الحربية من الخط لإعادة تسليحها».

ولا تعيد البحرية الأميركية تحميل منصات الإطلاق إلا من أرض صلبة أو في موانئ محمية لأنها عملية حساسة. ولا تمتلك الولايات المتحدة سوى 11 حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية و9 سفن هجومية برمائية أصغر حجماً اليوم قادرة على أن تبقى إلى أجل غير مسمى في البحر وتستمر في القتال، لكن لا تحمل أي منها صوامع صواريخ عمودية.

ويمكن لنظام «ترام» الجديد زيادة هذا العدد بنحو خمسة أضعاف، ليصل الإجمالي إلى حوالي 100 سفينة حربية دون بناء هيكل جديد واحد. وفي انتظار اعتماده، تسعى البحرية الأميركية إلى إنشاء مواقع إعادة تسليح جديدة في الموانئ الصديقة كالقاعدة البحرية في داروين بأستراليا أو قاعدة يوكوسوكا باليابان، لكن في حال اندلاع حرب، قد تستهدف الصواريخ الصينية هذه الموانئ، ما يدفع البحرية إلى البحث عن ملاذات أبعد.

وعلى الرغم من أن نظام تحميل الصواريخ الجديد يقلص وقت التسليح بشكل كبير، فإنه ينطوي على مخاطر أكبر فـ «هذه صواريخ تفوق سرعة الصوت وتضم الكثير من النار والغاز، وإذا سقط صاروخ واحد، فهذا ليس بالأمر الجيد»، وفق ما حذر القائد البحري نيكولاس ماروكا.