في الكويت، وفي الكويت فقط، الوضع أشبه بمسلسل ذي حلقات وأجزاء طويلة لا ينتهي، كلما انتهى جزء مع نهايته المملة ابتدأ جزء آخر لينتظر المتابع متى تأتي النهاية، وهل ستكون على شاكلة سابقتها أم تحمل جديداً ونهاية سعيدة. الحديث والتشبيه هنا ينصب على منشآتنا الرياضية التي تعودنا أن يعلن عنها بزف أخبار سعيدة وكأنها مفاجأة أب لأطفاله، وإلى أن يحين البدء فيها الذي يطول سنوات تكون تصاميمها وفكرتها قد استهلكت مرات ومرات، ثم بعد ذلك ندخل في دوامة الإنشاء والتأخير الذي يمتد إلى سنوات في أغلب المشاريع، وبعد الانتهاء منها يفاجأ الجميع بعد عملية التسليم أو خلالها بكم العيوب والنواقص لنبدأ بحملة الإصلاحات بشكل متسارع قبل أن يؤول مصير المنشأة إلى التهالك.
هذا هو حال أغلب، إن لم يكن كل، المنشآت الرياضية التي تم إنشاؤها خلال العشرين عاماً حتى يومنا هذا بدءاً من استاد جابر الأحمد الدولي الذي استغرق العمل فيه أكثر من 10 سنوات قبل افتتاحه، وهو يحتوي نواقص وعيوباً في التصميم لا يقبلها عقل ولا منطق، ومروراً بمجمع الشيخ سعد العبدالله للصالات المغلقة والذي تخطى المدة التعاقدية للإنشاء بسنوات بسبب المشاكل التصميمية والنواقص كذلك، وانتهاء باستاد جابر المبارك في نادي الصليبيخات والذي لم يفتتح رسمياً حتى الآن بسبب العيوب والأخطاء التصميمية والإنشائية التي أدت عملية إصلاحها إلى عدم جاهزيته إلا قبل أيام قليلة برغم أنه سيستضيف بطولة «خليجي 26»، أي أن المباريات ستقام عليه دون تجربة مسبقة وهي سابقة لا تحدث إلا في الكويت.
ما جرّنا إلى كل ما سبق بالإشارة والتلميح هو الوضع الغامض وغير المفهوم لصالة النادي العربي المتعددة الأغراض، والتي انتهت الأعمال فيها منذ مدة ليست بقصيرة حسبما أعلن النادي غيرة مرة، إلا أنه لم يتمكن من تسلمها حتى الآن لمزاولة أنشطته عليها دون أن يكون هناك سبب واضح أو معلن من قبل الهيئة العامة للرياضة، وهي الجهة المسؤولة عن تسلمها من الشركة القائمة بالأعمال ووزارة الأشغال العامة التي تمثل الجهات الحكومية في التصميم والإشراف. والأدهى والأمرّ من ذلك كله هو كم المراسلات والمناشدات التي قام بها النادي لكل الجهات الحكومية العليا والدنيا منها للعمل على تسليمه الصالة دون أدنى فائدة مرجوة من وراء ذلك حتى الآن، رغم الضرر الذي تعانيه فرق النادي المختلفة لعدم وجود أماكن كافية للتدريب وإقامة مبارياتها، لكن يبدو أن «عمك أصمخ».
بنلتي
على فكرة، اللجنة الأولمبية الكويتية تركت مقرها في حولي قبل سنوات وانتقلت إلى مقر مؤقت في مركز شباب جابر الأحمد بحجة إنشاء مبنى جديد عصري يواكب المتطلبات والتطور الأولمبي ويلبي احتياجاتها وبقية الهيئات واللجان والاتحادات المنضوية تحت لوائها قبل أن يطلب منها أو تطرد بشكل مؤدب من مقرها المؤقت وتعود إلى مقرها المرمم.