أُسست الأمم المتحدة بعد انهيار عصبة الأمم عقب الحرب الثانية، التي بدأت بعد أن قامت دول المحور، التي كانت تضم ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية واليابان، باحتلال دول أوروبا، وأصبحت معظم العواصم الأوروبية تحت سيطرة دول المحور، كما بدأت الإمبراطورية اليابانية باحتلال دول آسيوية بدأت بمعركة شنغهاي.

وسرعان ما ظهرت مقاومة شعبية في الدول الأوروبية ضد الاحتلال النازي الفاشي، أما بريطانيا فظلت صامدة في مواجهة النازيين، وانتهت تلك الحرب بعد ست سنوات بنتائج كارثية، عمرانية وصحية واقتصادية، حيث فاق عدد الضحايا 60 مليوناً من البشر، وحل دمار هائل بالدول التي شاركت في تلك الحرب.

Ad

من هنا بدأ التفكير في تأسيس الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها، منها محكمة الجنايات الدولية، التي حاكمت مجرمي تلك الحرب وأدانتهم، اليوم المحكمة نفسها التي أدانت مجرمي الحرب النازيين تصدر حكما على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتطالب باعتقاله، متهمة إياه بالقيام بحرب إبادة بشرية ضد الشعب الفلسطيني، لأن معظم صحاياه من النساء والأطفال الأبرياء.

وشهد شاهد من أهلها، هذا هو وزير الدفاع السابق موشيه يعلون يقول في ندوة في تل أبيب إن إسرائيل تنفذ تطهيرا عرقيا ضد العرب في شمال غزة، فالطريق التي يسيرون عليها هي الاحتلال والتهجير والتطهير العرقي، إنهم يريدون تهجير السكان لإقامة مستوطنات يهودية، لم يعد هناك بيت لاهيا ولا بيت حانون، ويقومون الآن بجباليا لتطهيرها.

وهكذا تستمر إسرائيل في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وتساندها الولايات المتحدة التي تمدها بالسلاح ومنع أي قرار يصدر من مجلس الأمن يدين إسرائيل أو يطالب بوقف الحرب، وحذر ممثل الجزائر من ازدواجية المعايير على مصداقية الأمم المتحدة، ولعل هذا ما حذر منه الرسول، صلى الله عليه وسلم، أصحابه، لما جاءه أسامةُ بنُ زيدٍ يشفع في المخزومية التي سرقت، فقال، عليه الصلاة والسلام مستنكراً: «أتشفع في حد من حدود الله؟». ثم خاطب أصحابه «قائلا: إنما هلك الذين قبلَكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهمُ الشريفُ تركوه، وإذا سرق فيهمُ الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ، وأيمُ اللهِ لو أن فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقتْ لقطعتُ يدَها». ففي هذا الحديث يحذر عليه السلام من أخطار مشكلة التمييز العنصري بين أبناء المجتمع الواحد، فقد ينجم عنها صراعات وحروب أهلية قد تؤدي إلى انهيار الدولة وتفككها.