اعتذرت عن أية مواعيد صباح اليوم، لأنني خائف من ضياع فرصتي في الغنى والرفاه!
لا تسألوني عن هذه الفرصة، فهي فرصة العمر، وطريقي ليكون لدي رأس مال معتبر، ولربما أصبحت من علاة القوم بين ليلة وضحاها، وعين الحسود فيها «هيب» مو «عود» بس!
سأقوم صباح اليوم بالتجوال من بنك إلى بنك، وأفتح حسابات في تلك البنوك، ثم أستدرجهم لكي أحصل على قروض مهما كانت أرباحهم المفروضة على القروض والمقترض!
ثم سأنتقل من شركة سيارات إلى أخرى، وأشتري بالتقسيط طبعاً عدة سيارات حديثة وفخمة، وبعد ذلك سأذهب إلى محلات الأثاث وسأغير أثاث البيت رغم حداثته، وحتى المطبخ سأعيد تصميمه وتزويده بما يلزم، وكل الدفع في كل الأماكن وغيرها سيكون بالأقساط طبعاً!
هناك من سيتساءل: لماذا؟!
لأنني وبرغم تحفظي الشديد قرأت مانشيتات الصحف التي يطالب فيها بعض النواب وهم أغلبية بإسقاط الديون عن المواطنين المدينين، وها أنذا سأصبح ظهر اليوم واحداً منهم واللهم زيد وبارك...
للعلم ديون المواطنين وصلت إلى مبلغ قدره 14 مليار دينار، وهذا المبلغ ليس ببسيط وبالإمكان تجاهله، كما أن التكلفة على الدولة أكثر بكثير من ذلك!
ولكن لأن الاقتراح شعبوي بحت سيجد شبه إجماع من النواب طمعاً في إعادة انتخابهم لا أكثر ولا أقل، ولن ينظروا لواقع الحال ولا لضرورة التوفير والاقتصاد في المصاريف الاستهلاكية، ومدى تضرر الخزينة العامة للدولة عندما تخسر أكثر من 14 مليار دينار ستذهب هباءً منثوراً، لأن المقترض بعد السداد سيقترض مجدداً وستتكرر المأساة!
نتفهم طبعاً أنه لظروف ما حاجة البعض القليل جداً لذلك وضرورة مساعدتهم ولكن دعونا نسأل...
سؤال بسيط جداً: ما ذنب المواطنين العقلاء الذين ليس عليهم أية ديون لأية جهة كانت؟!
أجيبونا على ذلك السؤال باسم المساواة والعدالة الاجتماعية لو سمحتوا.