قال رئيس الجمعية الكويتية للتراث، فهد العبدالجليل، إن مشاركة الجمعية في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية الـ 14 جاءت ناجحة جداً، لاسيما أنها ليست المشاركة الأولى، بل إن الجمعية تحرص على الحضور وتمثيل دولة الكويت بفعاليات المهرجان منذ انطلاق دورته الاولى وحتى الآن، مشيرا إلى استعداد الجمعية للمشاركة في مهرجان بحري تراثي مماثل ولكن على نطاق أوسع في فبراير المقبل.
وأكد العبدالجليل، بعد عودته من الدوحة، أمس الأول، أن المهرجان هو أهم الفعاليات التي تهتم بالتراث البحري في المنطقة ودول الخليج، ويستضيفه الحي الثقافي (كتارا) في العاصمة القطرية الدوحة خلال هذه الفترة من كل عام، مشيرا إلى أن الجمعية شاركت بوفد يضم 20 من أعضائها يتنوعون بين أصحاب المتاحف والمقتنيات الأثرية البحرية والحرفيين في ذات المجال بالتوافق مع الاهداف التي أسست من أجلها الجمعية، وهو الحفاظ على الحرف اليدوية القديمة والتي ساهمت بشكل كبير في ترسيخ الهوية الكويتية وازدهار الحرف البحرية والفنون المتعلقة بها في عصر ما قبل النفط.
وحول أهمية هذه المشاركة في المحافظة على الإرث الكويتي، قال العبدالجليل: «بعد تغير الأوضاع الاقتصادية والحياة الاجتماعية في الكويت في فترة ما بعد اكتشاف النفط، واجهت الحرف البحرية التراثية خطر الاندثار، كغيرها من الفنون والمهن الكويتية القديمة، حتى أن بعض هذه المهن مارسها غير الكويتيين نتيجة الطفرة الاجتماعية الكبيرة في المجتمع الكويتي، حتى بات من الضروري التدخل للحفاظ عليها من الاندثار، وكانت هذه أهم أهداف الجمعية الكويتية».
وأشار إلى أن الجمعية استعانت بأبناء وأحفاد الحرفيين الكويتيين الراحلين (القلاليف) الذين ورثوا تلك المهارات عن آبائهم وأجدادهم في محاولات لإحياء التراث الكويتي ومواجهة خطر اندثاره، ومنها صناعة السفن والصناديق والحرف اليدوية المصاحبة للغوص للانضمام إلى الجمعية والمشاركة في تحقيق أهدافها، فضلا عن محبي هذه الفنون القديمة، ومنهم الباحث في التراث البحري نواف العصفور رئيس الوفد بالمهرجان وأحد أصحاب المقتنيات المتعلقة بالتراث البحري والذي شارك في المهرجان بقطع نادرة توثق تراث الكويت، ومنهم أيضا هاني العسعوسي، وهو من أصحاب المقتنيات النادرة.
وأضاف العبدالجليل أن الجناح الكويتي المشارك بالمهرجان لقي إقبالاً كبيراً من الجمهور، وخصوصاً في ظل تنوع المعروضات والحرف، وحجم الابداع الكبير الذي يتوفر لدى الحرفيين الكويتيين بالحرف التراثية، ومنها حرفة الصايغ أو «الطواش»، وهي إحدى الحرف الكويتية القديمة المتعلقة بتجارة اللؤلؤ الطبيعي، وأدوات قياسه وتثمينه القديمة، والكتب المتخصصة في هذا المجال.
وتوجه العبدالجليل بالشكر للوفد المشارك والصورة المشرفة للفنون والحرف الكويتية القديمة، ومنهم الحرفيون محمد القلاف وبدر الأشوك وناصر البناي وفيروز ياقوت وعلي الصايغ وعبدالمحسن الصايغ ومبارك الخشتي ودخيل الحياوي، وغيرهم من الباحثين والحرفيين أعضاء الجمعية الكويتية للتراث، وذلك وسط كم كبير من المشاركين من 10 دول أخرى هي السعودية والإمارات والبحرين وعمان وفلسطين والعراق والهند وتنزانيا وإيران وقطر الدولة المنظمة للمهرجان.
من جانبه، كشف رئيس الوفد المشارك الباحث نواف العصفور أن وزارة الإعلام ستتعاون مع الجمعية الكويتية للتراث من أجل إقامة مهرجان بحري بمناسبة الأعياد الوطنية في فبراير المقبل، وسيكون من ضمن الأنشطة الرئيسية لفعالية الكويت عاصمة الإعلام والثقافة العربية 2025، وسيكون مقره قرية يوم البحار والساحل المحازي لها لمدة أسبوع بدعم من وزير الإعلام والشباب عبدالرحمن المطيري بهدف المحافظة على التراث البحري الكويتي، وبمشاركة مؤسسات حكومية عديدة ومتاحف شخصية ومكتبات وعدد كبير من الحرفيين والمتخصصين في التراث البحري والفرق الفنية الشعبية والتراثية، بوجود عدد كبير من السفن الشراعية الخشبية التي ستستخدم في تجسيد مهنة الغوص والقفال والنقل البحري.
وحول مشاركة الجمعية في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، قال العصفور إن الوفد المشارك كشف عن جمال وعمق الفنون والحرف الكويتية القديمة وعكس صورة مشرفة لارتباط الكويتيين بتراثهم البحري وفنونهم القديمة، «وهو ما شجع على إقامة مهرجان بحري تراثي في الكويت يعزز هويتنا ويسلط الضوء على عدد أكبر من الباحثين والحرفيين الذين لم يشاركوا بمهرجان كتارا».