زبدة الهرج: الإعلانات الملغومة
كثير من إعلانات السوشيال ميديا التي يتم التسويق لها ويعرضها بعض المشاهير تحتوي على كمية من الكذب والخداع جعلتنا كمتابعين نتفق أن إبليس بريء مما يقدمون ويعرضون، ففي بعض الدول المتقدمة تكون الإعلانات التي تعرض على مواقع التواصل الاجتماعي محكومة بمعايير وأسس تلزم المشاهير أن يكونوا أكثر مصداقية في نشر المحتوى الذي يتم تقديمه وتداوله والترويج له بشكل عام، وتجعل المشهور أكثر حرصا على مصداقيته لدى الجمهور الذي يتابعه ويثق به.
أضف إلى ذلك أن الرقابة الصارمة من السلطات المختصة حاضرة في الملاحقات القضائية ضد أي مشهور يروج لإعلان فيه غش وخداع للناس، وفي المقابل ازدواجية المعايير لدى بعض مشاهير السوشيال ميديا في محيطنا جعلتهم يقدمون محتويات بلا قيمة وتافهة، فيمارسون البهرجة الإعلامية التي لا تخلو من التضليل والكذب لإيهام المتابعين بأن المادة التي يعرضونها هي الأفضل والأجود وموثوق بها، فهذا التدليس الهدف منه الوصول إلى عالم المال بغض النظر عن جودة المحتوى، بل وصلت الحال ببعضهم أن يقبل بالقليل من المال مقابل إعلان عن مطعم أو عيادة أو أي منتج لجذب أكثر عدد من الزبائن الذين يتفاجؤون أن الإعلان مخالف للواقع، ودون المستوى المطلوب.
ومن كوارث الإعلانات التي عرضت في الآونة الأخيرة الترويج لعطور بروائح الطيور كالدجاج من مشاهير معروفين لدى كثير من الناس، ويتمتعون بسمعة واسعة على نطاق إقليمي، ولا نعلم هل المقصود برائحة مكبوس الدجاج أو البرياني أو المشوي أم ماذا؟ وإعلان آخر أكثر غرابة وهو نوع من عسل النحل للرجل فقط، وكأن النحل يطير مسافات طويلة الى الحقول والبساتين فيمتص رحيق الأزهار ليعود إلى الخلية فيصنع عسلا للرجل، فمن الساذج الذي سيصدق هذا الإعلان إلا إذا كان النحل يرتبط بصلة قرابة مع الرجل، كأن يكون أخاه في الرضاعة مثلا، أو تجمعهم صداقة حميمة تجعل النحل يفضل الرجال ويترك النساء، مع أن ملكة النحل أنثى، فمثل هذه الإعلانات المبتذلة وهذا الاستخفاف بعقول الناس يجب أن يقابله فرض رقابة شديدة وعقوبة مغلظة من الجهات المختصة.
ثم أما بعد:
النازي جوزيف غوبلز، خبير الدعاية والإعلانات التجارية، وأحد رجال هتلر المخلصين يقول: «اكذب، اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس».