أكّد أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، مساء الخميس، في خطاب هو الثاني بعد إعلان وقف إطلاق النار مع إسرائيل أن الحزب مرّ «في أصعب مرحلة منذ نشأته».

وقال إن «العدو أراد من خلال عدوانه سحق المقاومة، فواجهته بمعركة أولي البأس».

وذكر أن إسرائيل لم تحقّق أهدافها، مشيراً إلى أنه «لا جديدَ في الاتفاق الذي توصلنا إليه»، مضيفاً أن هناك «3 عوامل أساسية كان لها علاقة بالانتصار في المعركة أولها صمود المقاومين

Ad


وقال إن «الجماعات الإرهابية في سورية تهدف إلى إسقاط النظام وزرع الفوضى وتحويله من موقف المقاومة إلى موقف يخدم إسرائيل»، مؤكداً الوقوف إلى جانب سورية لدحر أهداف «الجماعات الإرهابية».

وقال قاسم «انتصرنا لأن العدو لم يحقق أهدافه، وهذه هزيمة له»، مشدداً على أن «اتفاق وقف إطلاق النار هو آلية تنفيذية للقرار 1701، وليس قائماً بذاته».

وأشار إلى أن «القرار 1701 ينص على انسحاب إسرائيل، ويمنع وجود المسلحين جنوب الليطاني».

وشدّد على أن إسرائيل «ارتكبت أكثر من 60 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، والحكومة اللبنانية مسؤولة عن متابعة ذلك».

وشدّد الأمين العام لحزب الله، أنه «لا علاقة لإسرائيل بعلاقتنا بالداخل، وبالجيش اللبناني»، مضيفاً أن «حزب الله قوي لأنه مع حق الفلسطينيين واللبنانيين في تحرير أرضهم».

وذكر قاسم أن «استعادة بنية القيادة والسيطرة في الحزب كانت عاملاً مهما في الانتصار».

وقال «سنقيم ما مررنا به من أزمات وحرب، ونستفيد من الدروس عبر التطوير والتحسين، بكل المجالات».

وذكر أن «مرحلة النزوح لا تزال لها آثار حتى الآن وكانت صعبة، وشملت أكثر من مليون و100 ألف نازح».

ومنذ فجر 27 نوفمبر الماضي، يسري اتفاق هشّ لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، أنهى قصفاً متبادلاً بدأ في 8 أكتوبر 2023، ثم تحوّل إلى حرب واسعة في الشهرين الأخيرين.

وارتكب الجيش الإسرائيلي أكثر من 130 خرقاً لوقف إطلاق النار، وفقاً لإعلانات وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

وشدّد على ضرورة أن «يتولى الجيش السلطة الفعلية على الأرض»، والسعي للوصول إلى استقرار طويل الأمد.

وذكر أن «موضوع سحب السلاح يحتاج إلى وفاق وطني، نسعى للوصول إلى استقرار طويل الأمد، وأن تكون المرجعية للدولة وحدها، وأن يتولى الجيش السلطة الفعلية على الأرض، وأن نحميه».

وكان نعيم قاسم قد قال في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، في كلمته الأولى عقب التوصّل لوقف إطلاق النار «قررت أن أعلن كنتيجة بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو 2006».

وأضاف «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير حزب الله، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معه أن تتحرك».

وتابع «الهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب»، لافتاً إلى أنه بات هناك «مئات الآلاف من النازحين بشمال إسرائيل بدل الـ70 ألف نازح»، الذين كانت تتحدث عنهم تل أبيب قبل الحرب.

ومن أبرز بنود الاتفاق، انسحاب إسرائيل تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل خلال 60 يوماً، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية. وبموجبه، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و47 شهيداً و16 ألفاً و638 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.

ورداً على العدوان، أعلن «حزب الله» أنه نفّذ 1666 عملية عسكرية، قتل خلالها أكثر من 130 إسرائيلياً وأصاب ما يزيد على 1250، ودمر 76 آلية عسكرية.