السكر الأبيض معروف كنوع من الكربوهيدرات النشوية التي يستعملها الجسم كمصدر للطاقة، ولفظ «سكر» هو للكربوهيدرات الحلوة الطعم التي تتحول بسرعة إلى غلوكوز بعد عملية الهضم، ويستعمل السكر لتحلية المشروبات وكثير من المأكولات ويدخل كثيراً في صناعة الحلويات، يستخرج من قصب السكر أو البنجر السكري وغيرهما، وهناك سكر طبيعي كسكر الفواكه والذرة وجوز الهند الذي انتشر مؤخراً، والأنسب للصحة منه السكر الخام، بالإضافة إلى العسل وشراب القيقب، ويعدّ السكر المكرر منه سببا رئيسا لرفع نسبته بالدم والسمنة وتسوس الأسنان، خصوصا إذا اجتمع مع الدهون المتحولة في طبخة واحدة، غير أن خلوه من الفيتامينات والمعادن الدقيقة يجعله غير صحي البتة، وأصبح معروفا في علم التغذية العلاجية «بالسم الأبيض».
إدمان الأشخاص على الأغذية الغنية بالسكر الأبيض المكرر كالخبز الأسمر أو خبز الحبوب والمعكرونة لتحسين الطعم يؤدي إلى الشراهة فيه، وإذا لم يتم استهلاكه بالجسم كاملا فسيتم تخزين الزائد منه على شكل دهون ويؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، وأمراض أخرى، لذلك بدأ كثير من خبراء التغذية بالدعاية للمحليات الصناعية واعتمادها في كثير من الأشربة والأطعمة الخالية من السكر! علماً أن بعض المحليات الصناعية دخلت القطاع الدوائي بكثرة منذ أكثر من 30 عاماً، وما أراه أنها أكثر خطورة من السكر المكرر في الأطعمة، فضلا عن أنها قد تكون مسرطنة. والسكر من أسباب السمنة الخطيرة عند الأطفال في كثير من الأبحاث حسب ما نشرت مجلة التغذية والمجتمع الأسترالية، التي تقول: «إذا شربت طفلة عمرها 14 عاما عبوة مشروب غازي بحجم 600 مل تكون قد استهلكت 12% من الطاقة اللازمة من الطعام فقط بمقدار السكر المضاف للمشروب، فماذا إذا استهلكت أكثر من عبوة في اليوم؟، وهذا مما يؤدي إلى رفع نسبة الدهون والغلوكوز في الدم، ويقع الغالبية تحت رحمة أمراض السمنة وما يترتب عنها من ارتفاع الكوليسترول الضار وأمراض الكبد خاصة الدهني وأمراض القلب والسكري وأمراض الأوعية الدموية، وغير ذلك نظراً لحمضية الدم وصعوبة معادلتها». لقد أرعب هذا المنتج الناصع البياض كثيراً من المهتمين بالصحة والتغذية، حيث أجروا الدراسات العميقة على تأثيره على أمراض السكر والسمنة، وحددوا له ما يسمى Glycemic Index GI لتحديد ماهية السكر الناتج عن أكل الكربوهيدرات والأغذية السريعة، التي تتحول بدورها إلى سكر الغلوكوز الجاهز لتوريد الطاقة في كل خلايا الجسم بمساعدة هرمون الإنسولين، والزائد منه يختزن في الكبد لإعادة استعماله في حال الإجهاد أو حدوث هبوط مفاجئ في سكر الدم.
ومن الملاحظات الكثيرة أن السكر المتوحش ليس سبباً في إحداث مرض السكري بأنواعه، فقد وُجد أيضاً أن GI للمأكولات قد لا يتأثر عندما يتم تناول السكر باعتدال، في حين الممنوع بتاتا عند العامة ومرضى السكري اجتماع السكر مع الدهون المشبعة والمتحولة في الأطعمة، لأنه يؤدي إلى ارتفاع الـGI سريعاً بسبب امتصاص السكر السريع فتزداد السمنة في منطقة البطن، وعند مرضى الكوليسترول والضغط العاليين في الدم، وعند مرضى القلب.
كما أنه لم يتم التوصل إلى حقيقة أن للإفراط في السكر علاقة بفرط الحركة عند الأطفال، في حين له علاقة مباشرة بتسوس الأسنان والتهابات اللثة، حيث تتغذى بكتيريا الأسنان على السكر فتنتج حمضا قويا يؤدي إلى تكسير القشرة الخارجية للسن وإحداث التسوس، والسكر المضغ في صيغة فواكه مجففة أو مكمل غذائي هو الأسوأ في تأثيره على سلامة الأسنان. وما زالت التحذيرات من السكر الأبيض والمحليات الصناعية مستمرة مع أن الأبحاث والتقارير تبحث عن بدائل مثل سكر التمر أو المحليات منه، الجاجري «sugar Jaggry»، والأفضل استعمال السكر الطبيعي الخام أو العسل باعتدال بدلا من المحليات الصناعية.