نقطة: انتصاراتو ماليه حياتو...
حين قرر اليهود الاستقرار في هذه البقعة من الأرض، لم يضعوا في حسبانهم قوة بأس وشكيمة الشعوب المحيطة بهم، وبالتالي حجم التضحيات والخسائر التي ستلحق بهم، لتستطيع دولتهم الغاصبة البقاء حتى إشعار آخر.
فلم يبقَ أحد في هذه الأمة العربية من شرقها إلى غربها لم يحارب العدو الإسرائيلي ويهزمه شر هزيمة وينغّص عليه عيشته ومنامه، حتى وإن كانت دماؤه المسالة وخسائره البشرية والعسكرية والحدودية أعظم دائماً بأضعاف مضاعفة من العدو المحتل، إلّا أنه يبقى المنتصر بنهاية الحرب، بغضّ النظر عن مثل هذه الحسابات التكتيكية الصغيرة والهامشية، شاء من شاء وأبى من أبى، والله أكبر فوق كيد المعتدي.
بل وقد وصلت الحال بالعدو الصهيوني، بسبب سوء تقديراته وخطأ حساباته وعمالته الرخيصة لمرحلة من الضعف والهوان، لدرجة أن تحاربه بها أحزاب لا دول وتذيقه كذلك طعم الهزيمة والانكسار المذلّ، فتقتل الآلاف من عناصره وقادته، وتجبره بعدها على تسليم أسلحته وعتاده والانسحاب بعيداً عن الحدود الدولية والتعهد بتقديم فروض الولاء والطاعة وواجبات الاحترام والأدب لمن هم أكبر وأقوى منه، إلّا أنه رغم كل هذه الخيبات المتتالية، فإن الصهاينة يعانون أطول حالة إنكار عبر التاريخ ومازالوا مستمرين في التباهي والاستعراض بانتصاراتهم تحت غطاء شعارات الكبرياء والكرامة الفارغة بلا حياء أو حتى احترام لدماء الشهداء أو عقول الأصدقاء والمريدين والمحبين وتوابعهم، مساكين اليهود... مخّهم على قدّهم.