كشف مصدر في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني أن هناك معارضة بدأت تظهر داخل «حزب الله» اللبناني تهدد وحدته بشكل كبير جداً، مبيناً أن هذه الخلافات اشتدت بعد قبول الأمين العام الجديد للحزب نعيم قاسم اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل دون التنسيق مع باقي أركان الحزب.

وقال المصدر إن قاسم تذرع بأن الظروف لا تسمح بانعقاد اجتماع لمجلس شورى الحزب، لأن إسرائيل من الممكن أن تستهدف مكان الاجتماع أو ترصد الاتصالات، ولهذا لزم عليه أن يتخذ القرار منفرداً.

Ad

وأشار إلى أن هناك العديد من القادة الميدانيين للحزب كانوا يعتبرون أن قرار وقف العمليات ضد تل أبيب والمدن الإسرائيلية قبل الحصول على وقف إطلاق نار دائم أمر خاطئ، وأنه كان يجب زيادة وتيرة العمليات ضد المدن الإسرائيلية الكبرى حتى تفكر إسرائيل مجدداً قبل محاولة القيام بعملية جديدة ضد لبنان.

وأضاف أن هؤلاء القادة أخرجوا، خلال الأسبوعين الأخيرين من الحرب، أعداداً كبيرة من الصواريخ من المخازن وأطلقوها تجاه إسرائيل في حين أن خطة القيادة السياسية كانت الانتظار حتى تحاول تل أبيب توسيع الاجتياح البري في جنوب لبنان وعدم التفريط في هذه الصواريخ قبل ذلك.

وذكر المصدر أن أولئك القادة الميدانيين اعتبروا أن سبب استعجال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في قبول وقف إطلاق النار كان بدء الحزب استهداف تل أبيب بأعداد كبيرة من الصواريخ، لافتاً إلى أن هؤلاء القادة كانوا يريدون زيادة إطلاق الصواريخ ضد تل أبيب وباقي المدن الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق أفضل من الذي تم التوصل إليه.

وأوضح أن هؤلاء يعتقدون أنه لو قام الحزب من اليوم الأول لاستهداف الضاحية الجنوبية برد قاسٍ حسب معادلة حيفا مقابل الضاحية وتل أبيب مقابل بيروت لما تجرأ الإسرائيليون على القيام بباقي عمليات الاغتيال، لكن عندما تردد الحزب في الرد تمادت إسرائيل في هجماتها وقامت بما قامت به.

وأضاف أن هذا الخلاف لم يبق حالياً في لبنان، بل انتقل إلى إيران أيضاً، حيث إن أنصار كلا الفريقين اليوم باتوا يتجادلون داخل الأروقة السياسية الإيرانية وأنصار القادة الميدانيين (حسب وصفه لهم) يتهمون الحكومة الإيرانية بقيادة مسعود بزشكيان بأنها تسببت في كل ما حصل عبر إرسالها رسائل تهدئة إلى حزب الله.

وبيَّن أنه رغم أن قاسم يحاول لملمة الحزب ورصّ صفوفه وهو يعتبر أن الأولوية حالياً لتجميع القوى وكشف الاختراقات الأمنية داخل الحزب، فإن هناك البعض الذين يعتبرون أن الحزب يجب عليه الرد على الخروقات الإسرائيلية ضد قرار وقف إطلاق النار وإلا فإن إسرائيل سوف تزيد تعدياتها، وهؤلاء قاموا بإطلاق بعض القذائف والصواريخ مقابل الخروقات، ولكن الحزب استطاع تهدئتهم حالياً، مشيراً إلى أن هناك تخوفاً ألا يستطيع قاسم السيطرة على هؤلاء وتنفلت الأمور من يده.

وكان مصدر دبلوماسي في بيروت قال لـ «الجريدة» إن حزب الله أبلغ جهات رسمية لبنانية ودبلوماسيين أجانب بأن رده الوحيد على الخروقات الإسرائيلية قبل أيام بإطلاق صاروخين باتجاه موقع عسكري إسرائيلي لم يكن قراراً مركزياً اتخذه الحزب وأن «مقاومين غاضبين» بادروا إلى ذلك وتمت معالجة الأمور حالياً وسيواصل الحزب الالتزام بالاتفاق.