كثيراً ما نسمع عن مفهوم «مسارات الطاقة» التي تتحرك بين البشر، ويمكن أن تكون هذه الطاقة ناتجة عن التفاعلات الإنسانية والعواطف والتفاعلات الاجتماعية بين الأشخاص، وعندما يكون هناك تدفق إيجابي بين البشر، فإن ذلك يسهم بشكل جيد في التواصل والتناغم فيما بينهم، وهذا هو مضمون معرض «أصداء» للفنانة التشكيلية أمينة سالم.

يستضيفه «جاليري مصر» في ضاحية الزمالك بالقاهرة حالياً، وهو أحدث معرض للفنانة المصرية أمينة سالم، ويبدو موضوعه الرئيس مائزاً وجاذباً، لذا يجذب الكثير من متذوقي الفن التشكيلي ونقاده، وسط حالة من الاحتفاء بلوحات الفنانة التي تخرج بفكرة جديدة تحمل بعداً فلسفياً في كل معرض جديد يحمل توقيعها.

Ad

مسارات طاقة مفتوحة

عندما يتبادل الناس النظرة الإيجابية، يكون السبب وجود مسارات للطاقة مفتوحة بينهم تساعد على تواصلهم بشكل جيد وفهمهم لبعضهم بعضاً بطريقة أكثر سهولة وتفاعلية، وهي الفكرة التي ينطلق منها معرض «أصداء»، فعندما يكون هناك تبادل للطاقة الإيجابية، يزيد هذا من القدرات البشرية للعمل بروح الفريق، بالتالي يسهم في تحقيق التواصل المشترك المتدفق.

تيارات غير مرئية

المعرض الجديد محاولة لكشف سر التوافق الذي يحدث بين بني البشر، وفي هذا الإطار تقول الفنانة أمينة سالم: «يتناول معرض (أصداء) الديناميكيات المرتبطة بالتفاعل البشري من منظور الطاقة، ويستكشف المعرض التيارات غير المرئية التي تتدفق بين الأفراد، ما يشكِّل العلاقات ويحدّد جوهر التواصل».

من لوحات المعرض

وتوضح أنه عندما تتناغم الطاقات، تتولد سيمفونية من الانسجام، ويبدو التوافق سهلاً وبديهياً وكاملاً. وعلى العكس، عندما تتصادم الطاقات، يظهر التوتر، ما يؤدي إلى خلاف أو انزعاج أو مقاومة.

وتتابع سالم أن «معرض أصداء يدعو زائريه للتفكير في كيفية تفاعل هذه القوى في حياتهم، حيث إن كل لقاء يترك أثراً وصدى من الاتصال أو الصراع في التجربة الإنسانية المشتركة».

تبادلات الطاقة

ويؤكد المعرض، الذي يستمر حتى 18 الجاري، أن تبادلات الطاقة ليست مجرد مشاعر، بل إن لها أبعاداً فسيولوجية عميقة تؤثر في كيفية إدراكنا واستجابتنا للآخرين، كما أنه يوضح تأثيرات التفاعلات البشرية، وحتى الروابط القصيرة يمكن أن تترك انطباعات دائمة، بما يشجع زوار المعرض على التفكير في دورهم في تشكيل هذه الديناميكيات.

وتتساءل سالم من خلال لوحاتها: «هل نحن نصنع تناغماً أم توتراً؟»، فمن خلال غمر الجمهور في هذا التفاعل الحيوي، يعزز المعرض وعياً أعمق بالقوة التي نمتلكها للتأثير والإلهام والتأثير في بعضنا البعض.

استقلال المرأة

يشار إلى أن سالم، تعيش وتعمل بالقاهرة كمصورة، وتمثل المرأة العنصر الأساسي في أعمالها، باستخدام تكوينات متنوعة لتخلق مشاهد تنتمي للماضي أو الحاضر معبرة عن استقلال المرأة المعاصرة.

وتستخدم الفنانة الألوان الزيتية كأساس لأعمالها مع إضافة كولاج وخامات أخرى لتخلق البصمة الخاصة لكل مجموعة من أعمالها، كما تلجأ لاستخدام الخط العربي للإيحاء برسائل سرية وغير مباشرة كانعكاس للمرأة الشرقية في تناقض مع المرأة المعاصرة الواضحة والصريحة. وتسعى أمينة باستمرار إلى تجريب تقنيات مختلفة لتضيف إلى اللوحة طبقات وأبعاداً متعددة، أو تلجأ لإضافة خامات غير متوقعة أو اعتيادية لبلوغ أسلوبها بوضوح.

الشكل الإنساني

بدأت سالم ممارسة التصوير منذ سن مبكرة، ما قادها إلى الالتحاق بكلية الفنون الجميلة في القاهرة بعد حصولها على بكالوريوس في الإعلام عام 2004، كما درست تحت إشراف الفنان مجد السجيني سعياً لدراسة معمّقة في الرسم والتصوير. وبوجه عام، فإن تصوير الأشخاص في أعمال الفنانة من الدلائل الواضحة على انجذابها للشكل الإنساني، خصوصاً في جانبه الأنثوي.