قصيدة: سلسلة العشرة المبشَّرين بالجنة 7- سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه)
أبو إسحاقَ سعدُ، له ودادُ
لجدِّ المصطفى يسمو امتدادُ
فكان الخالَ مُفتَخرًا بقُربٍ
لخير المرسلينَ له انفرادُ
عفيفُ النفسِ والأخلاقِ بَرٌّ
نقيُّ الصدرِ ليس به اشتدادُ
وكان سريعَ دمعٍ في خشوعٍ
يطيبُ لحَرِّ دمعتِهِ انقيادُ
وكان الثُّلْثَ للإسلام يومًا
شجاعٌ سابقٌ صُلْبٌ جوادُ
وأولُ مَن رمى لله سهمًا
له في الأرضِ صيتٌ وارتدادُ
حياةٌ كان ديدنُها انتصارًا
وآفاقًا غمائمُها اجتهادُ
(فداكَ أبي وأمي) سعدُ فارْمِ الـ
ـعدوَّ، فليس يُخطِئُكَ السَّدادُ
برُمحٍ صائبٍ يرمي الأعادي
فكانَ إذا رمى صِيدَ المُرادُ
وبُشِّرَ بالجِنانِ فيا لَفَوزٍ
يُزَفُّ لصابرٍ دمُهُ الحصادُ!
لواءُ القادسيةِ في يمينٍ
ورُستُمُ حولَهُ الجيشُ احتشادُ
فحاربَ في المدائنِ جيشَ فرْسٍ
وما معهُ سوى الإقدامِ زادُ
فأخمدَ نارَهم وأذلَّ أرضَ الـ
ـمجوسِ، وتشهدُ النصرَ الصِّلادُ
هُمُ الأبطالُ فازوا في فِداهُم
به رُفعتْ نواصيهم وقادوا
أغاروا في الدُّنا كرًّا وفرًّا
هُمُ الآسادُ في الآفاقِ سادوا
وكان جهادُهم صبرًا وذِكرًا
فكم بالصبرِ نصرًا قد أفادوا!
فهم قد سلَّموا لله أمرًا
وكان لهم على الله اعتمادُ
بذا قد واصلوا لله دأبًا
فكان لهم من اللهِ السِّنادُ
صلاةُ اللهِ في الأكوانِ تهمي
على الهادي البشيرِ لها ازديادُ
وآلِ البيتِ عِترةِ مصطفانا
وصحبٍ جاوروا صدقًا وجادوا