أول العمود:
من بين الإنجازات المطلوبة من وزارة العدل رفع تصنيف الكويت من المرتبة (2) إلى المرتبة رقم (1) في مجال مكافحة الاتجار بالبشر.
***
كان مُفرحاً الخبر الذي أطلقه عماد حمدان وزير الثقافة الفلسطيني عن إدراج الصابون النابلسي على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى منظمة اليونسكو في دورتها الـ19 في عاصمة باراغوي (أسونسيون) منذ أيام، خاصة في ظل الحالة الفلسطينية القائمة.
وعلى الفور استذكرت (هنا في الكويت) ملفاً قديماً ينتظر دوراً في جدول ملفات الإدراج في اليونسكو حول (الديوانية الكويتية) للعام القادم 2025، فمن المعروف أن للديوانية الكويتية روحاً مختلفة عن أي تجمع بشري شبه يومي في كثير من المجتمعات من زاويتين، الأولى في شكل وطبيعة التجمع والقضايا المطروحة فيه، والثاني في تصميم الدواوين ومعمارها الفريد وخاصة من الداخل.
تاريخ الكويت السياسي والاجتماعي والاقتصادي السابق على النفط يرجع في غالبه من داخل الديوانية، إذ إنها كانت ولا تزال المنبر الشعبي لأهالي الكويت وأسلوب التعبير عن أفراحهم واستقبال ضيوفهم من الداخل والخارج وأحاديثهم السياسية والتقاء الحاكم بالمحكوم، ومعظم المؤسسات التعليمية والخدمية التي تأسست قبل ظهور النفط جرى الترتيب لها في هذه المؤسسة الاجتماعية.
الديوانية تراث فريد في دولة الكويت منذ نشأتها، لذلك لا بد من دفع هذا الملف لتوثيق أبرز سلوك اجتماعي كويتي عبر تاريخ الكويتيين، وما يثير الشغف في هذا الملف وجود العديد من الديوانيات التاريخية التي لا تزال موجودة في معظمها على شارع الخليج العربي، وبعض المناطق الداخلية التي حافظ الأحفاد على رونقها وجمالها ورسالتها الاجتماعية والسياسية، وقد أصبحت تتبع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعد استملاكها من قبل الدولة وأُدرجت ضمن المباني التاريخية، وأوكل المجلس إلى أصحابها مسؤولية التصرف بها بشرط المحافظة عليها لكونها معالم تراثية.
نتمنى أن يرى ملف الديوانية نجاحاً في اليونسكو العام المقبل ليسجل ضمن التراث اللا مادي لدولة الكويت، وصولاً إلى ملفات أخرى ذات صلة بالمواقع التاريخية والفنون الشعبية الكويتية، وبإنتظار جهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب واللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة ومن ورائهم الدعم الدبلوماسي الذي لا غنى عنه في مثل هذه الميادين.