هل خسرت إيران... بالجملة؟
نجحت دولة ولاية الفقيه في تخريب لبنان واليمن والعراق وسورية، وخربت قبل ذلك حياة الشيعة وسمعتهم الطائفية في كل مكان عبر العالم العربي والإسلامي وأوروبا والأميركتين، وتسلطت إيران كمجهورية إسلامية بخاصة على شيعة لبنان وجنوبه التعيس وشرقه البئيس في البقاع.
كل الاستفادة السياسية والمذهبية والعسكرية وغيرها لم تحم لبنان كذلك من يد التخريب الإسرائيلية والتدمير في ملاحقة خبراء حزب الله وقياداته المحتمين داخل عمارات بيروت وحارات الضاحية وكل مكان، فلماذا تدفع إيران لبنان واليمن والعراق وسورية إلى القتال والدمار وخراب الديار وتبقى متفرجة في طهران وأصفهان وبقية المدن وتبقى متفرجة على ما يحدث في جنوب لبنان ووسط سورية وغربي العراق وموانئ اليمن؟
إن كان قادة الحزب وأعوان الولي الفقيه كربلائيين حقا، فلماذا يتسببون في كل هذا الدمار والموت وخراب المستقبل للآخرين؟ ولماذا تتوعد إيران إسرائيل بالدمار في حين تنعم هي بالهدوء والسلام؟
آلاف ملايين الدولارات أنفقتها إيران في حروبها العبثية ومقامراتها المختلفة، أنفقتها في بناء الأحزاب والجماعات والمؤسسات التي لا تبني بلداً ولا تدعم اقتصاداً، ولو كانت إيران قد أنفقت هذه المليارات في بناء اقتصاد لبنان وسورية واليمن لكانت هذه الشعوب في أحسن حال والدول من أحسنها ازدهاراً!
«الحرس الثوري الإيراني» ينفق على حزمة الصواريخ والقذائف وصناديق الرشاشات وأرتال المدافع ما يكفي لتحويل إيران نفسها الى دولة رفاهية! وما يكفي لمضاعفة رواتب الإيرانيين ودعم العملة المتهاوية وحل مشكلة الإسكان والماء والفقر، بدلا من هذه البهرجة العسكرية والتدخل في شؤون البلدان المجاورة والبعيدة.
من سيتولى إعادة إعمار لبنان وسورية واليمن؟ لا ينبغي لأي دولة أن تدفع شيئا قبل أن تنهال عليها أموال إيران عبر المؤسسات الدولية! المليارات الأكبر من دولارات التعمير ينبغي أن تخرج من «خزانة المرشد» لإعادة بناء قطاع غزة التي سحقها الإسرائيليون ومناطق جنوب لبنان التي تحدت بين مساكنها وحقولها قوى الهجوم الآتية من الجنوب.
واليوم، ما العمل مع سلاح حزب الله الذي دمر لبنان وتسبب في فناء الآلاف من شيعة لبنان؟ هل سيقوم الحزب حقا بتسليم هذا السلاح الى الدولة اللبنانية والحكومة التي عرقلوا قيامها سنوات بأوامر من الخارج؟ وهل سيغير الـ«حزب الليهون»- كما يسمونه في إيران- وجوده إلى حزب سياسي غير عسكري؟ ومن يعيد مليارات إيران التي أُنفقت بغير وجه حق؟ ومن يعيد بناء ما تهدم والسمعة الطائفية التي تم تشويهها دون وجه حق؟
لقد أضاعت الجمهورية الإسلامية لبنان وغزة وحماس دفعة واحدة، ولا ندري ما الذي سيحدث لسورية واليمن والعراق في القادم من الأيام!