إسرائيل وإيران وأشباه الصيصان

نشر في 08-12-2024
آخر تحديث 07-12-2024 | 20:20
 بدر خالد البحر

المشهد السياسي من الوضوح ما قد يجعلك في غاية الذهول لغباء المحيط بهم، فالفرضيات المعتمدة على ألوهية الأشخاص والانقياد العاطفي المذهبي صارت تدمّر بعض شعوب المنطقة! وهناك مَن يؤمن بالانتقام من الشخصيات التاريخية كمَن مات قبل ألف عام، أو يؤمن بقدرة أرواح الموتى على الانتقام كاعتبار توافق تاريخ اغتيال الفلسطيني الهمشري بواسطة الموساد اليوم عام 1972 مع تاريخ وفاة غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل اليوم أيضاً عام 1978، لأن روح الهمشري أزهقت روحها لأنها أمرت بقتله!

وما دمنا في ذكرى غولدا مائير فإنك لن تجد كحذاقة الصهاينة الذين لا يكترثون اليوم بتهديدات العرب والإيرانيين، لأن هؤلاء وأولئك لم يفشلوا في هزيمة إسرائيل فحسب، بل لجأوا إليها لمساعدتهم، ففي مثل هذا اليوم قبل 77 عاماً اجتمعت الجامعة العربية لوقف تقسيم فلسطين، وعدم قيام دولة إسرائيل ففشلوا وتحقق النقيض، فمصر لجأت إليهم للسلام لاستعادة سيناء، والخميني أقام ثورة ظاهرها تحرير القدس، ولكنه استعان بإسرائيل بفضيحة إيران ــ كونترا، للحصول على السلاح لحربه مع العراق، ولإرضائهم وافقهم على هجرة عشرات آلاف اليهود ولايزالون يعيشون في إيران.

في لبنان أيضاً المسلمون والمسيحيون تحالفوا مع إٍسرائيل، فبالجنوب صفّق المسلمون ورموا الورود للجيش الإسرائيلي لإخراج منظمة التحرير، والمسيحيون تحالفوا مع إسرائيل وموّلتهم بالسلاح لمواجهة الأحزاب الأخرى، والوصول إلى الحكم كبشير الجميل، وميشيل عون.

فلعلنا كبسطاء نستوعب أن كل الشعارات ضد إسرائيل «فالصو»، والمضحك في الأمر أن كل مَن راح يعدد المدن التي في طريقه لتحرير فلسطين قُتل قبل الوصول إليها، وسُمي شهيداً، بينما كان غرضه احتلال المدن، فأبونضال من المنظمة في منتصف السبعينيات، قال: «طريق القدس يمر في جونيه» لسيطرتهم عليها وإجبار المسيحيين فيها على الخنوع لهم، ولكن بعد سنوات وبتاريخ اليوم من عام 1988 اعترف عرفات بحق إسرائيل في الوجود، ومات كلاهما ولم يحررا القدس! الخميني قال أيضاً: «طريق القدس من كربلاء» كذريعة لاحتلالها، فتحالف مع إسرائيل للحصول على السلاح ولم يحرر القدس، وجاء بعده خامنئي ليحرر القدس، ومآرب أخرى، فدعم «حماس» في حرب 7 أكتوبر فدُمّرت غزة وقُتل زعماء «حماس» ولم تتحرر القدس!، ثم جاء حسن نصرالله زعيم «حزب الله»، ذراع إيران في الشرق الأوسط، وقال: طريق القدس يمر بالقلمون والزبداني والسويداء والحسكة بسورية، فاحتل المدن بدعم إيراني، ولم يحرر القدس، ثم قُتل نصرالله، وتدمّر الحزب، وتدمر لبنان! كما موّلت إيران عبدالملك الحوثي، وقال بتحرير القدس، فتدمر اليمن، وأشيع مقتله، وما تحررت القدس!

لذلك نوجه رسالة لإخواننا بالكويت والخليج من حلفاء إيران، سواء مذهبياً أو من الإخوان المسلمين، ممن يعيشون بيننا، ننصحهم بأخذ العبرة لخوفنا عليهم مما حدث بجميع حلفاء إيران في المنطقة ممن احتضنتهم كفراخ الدجاج (الصيصان)، حتى كبروا واشتد عودهم وموّلتهم ثم استخدمتهم لتحقيق أهدافها وتوسعها وأطماعها في المنطقة بدعوى تحرير القدس، ثم عجزت عن حمايتهم وضحّت بهم، فتدمر اليمن، وسورية، ولبنان، والعراق وغزة، وحتى لا ينجر خليجنا الآمن لهذه النهايات ندعو إخواننا من حلفائها بالخليج للوعي بالمخاطر، وعدم التأييد ولو بالتلميح لتصريح ممثل الخارجية الإيرانية عن اعتراضه على البيان الختامي للقمة الخليجية بالكويت، خصوصاً حلفاءها ممن كانت لهم تجارب فاشلة بالبحرين والسعودية والكويت وصلت للقتل بالتفجيرات في الكويت خلال الثمانينيات، أو قطع الأعناق بأحداث الحرم، أو عواقب خلية العبدلي، ننصحهم أن يبقوا معنا بولائهم للخليج، ولا ينتهي بهم المطاف كحلفاء إيران أشباه الصيصان!

إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي.

back to top