مع إعلان قيادة الجيش السوري يوم الأحد في 8 ديسمبر 2024 انتهاء حكم بشار الأسد الذي استمر 24 عاماً، تسارعت ردود الفعل الدولية على هذا الحدث، تارة محذّرة من الفوضى وطوراً داعية إلى التريث، أو جاءت معللة الأسباب السياسية وراء هذه التطورات المفاجئة..

البيت الأبيض يتابع

أعلن البيت الأبيض في بيان «الرئيس بايدن وأعضاء فريقه يتابعون عن كثب الأحداث غير العادية في سورية وهم على اتصال دائم مع الشركاء الإقليميين».

Ad


أما الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب كتب على منصة إكس «رحل الأسد، فرّ من بلاده، لم تعد روسيا بقيادة فلاديمير بوتين مهتمة بحمايته بعد الآن».

وأضاف «روسيا وإيران في حالة ضعف الآن، الأولى بسبب أوكرانيا والاقتصاد السيئ، والأخرى بسبب إسرائيل ونجاحها في المعركة».

تركيا تدعو إلى التصرف بحكمة

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن تركيا ستواصل العمل مع دول الجوار والإدارة الجديدة في سورية لإعادة إعمار سورية ومعالجة مشاكلها الاقتصادية.

وقال فيدان، خلال مؤتمر بالدوحة منذ قليل، إن الإدارة الجديدة يجب أن تعمل على التأكيد بأنها لن تشكل تهديداً لهم.

وشدد على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مشيراً إلى أنهم بحثوا التطورات الأخيرة في سورية مع دول عربية ومع الجانب الامريكي لضمان الاستقرار وأنقرة تقدر النهج البناء الذي أبدته كلاً من روسيا وايران بشأن الأزمة السورية.

ودعا الأطراف في سورية إلى التصرف بحكمة، متابعاً «يجب تحقيق انتقال آمن في سورية دون الإضرار بالمدنيين أو أي تهديد للبلاد ويجب الحفاظ على المؤسسات الدولة السورية وسنعمل من أجل استقرارها، وعلينا أن نعمل مع الشعب السوري لضمان انتقال سلس».

كما أكد ضرورة تنفيذ عملية شاملة وتوحيد الأطراف كافة في سورية وعملهم مع كافة الأطراف لتعزيز استقرار الدولة السورية، قائلاً «الشعب السوري هو من يقرر مستقبله».

وحذّر من أنه لا ينبغي السماح للمنظمات الإرهابية باستغلال الوضع.

وبسؤاله عن مكان تواجد الأسد، قال فيدان إنه لا يستطيع التعليق على الأمر لكنه يعتقد أنه خارج البلاد.

وذكر أن تركيا لم يكن لديها أي تواصل مع الأسد رغم دعوة الرئيس رجب طيب أردوغان لإجراء محادثات تهدف لتطبيع العلاقات.

مرحلة انتقالية مستقرة

وأكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسن في بيان على الرغبة الواضحة التي عبّر عنها ملايين السوريين في ترتيبات لمرحلة انتقالية مستقرة وشاملة.

كما حث المبعوث الأممي جميع السوريين على إعطاء الأولوية للحوار والوحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في سعيهم لإعادة بناء دولتهم، مضيفاً أنه على استعداد لدعم الشعب السوري في رحلته نحو مستقبل مستقرّ وشامل.

إنهاء القتال

في حين رحبت فرنسا بأنباء سقوط حكم الرئيس السوري بشار الأسد ودعت إلى إنهاء القتال.

وقالت وزارة الخارجية في بيان «الآن هو وقت الوحدة في سورية».

ودعت فرنسا إلى انتقال سياسي سلمي يحترم تنوع الشعب السوري ويحمي جميع المدنيين والأقليات.

من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي ماكرون «أن فرنسا ستظل ملتزمة بأمن الجميع في الشرق الأوسط».

وقال «لقد سقطت الدولة البربرية أخيراً، أتوجه بالتحية إلى الشعب السوري وشجاعته وصبره، وفي هذه اللحظة من عدم اليقين، أبعث إليه بتمنياتي بالسلام والحرية والوحدة».

الأسد طلب تسليم السلطة سلمياً

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن الرئيس السوري بشار الأسد ترك منصبه وغادر البلاد بعد أن أصدر أوامره بتسليم السلطة سلمياً.

ولم تذكر الوزارة في البيان مكان الأسد حالياً.

وأضافت أن روسيا لم تُشارك في المحادثات بشأن رحيله.

وقالت إن القواعد العسكرية الروسية في سورية وضعت في حالة تأهب قصوى، لكن لا يوجد تهديد خطير لها في الوقت الحالي، وإن موسكو على اتصال بجميع جماعات المعارضة السورية وحثت جميع الأطراف على الامتناع عن العنف.

إيطاليا دعت لإجتماع طارئ

وفي السياق، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني على إكس «أتابع باهتمام بالغ تطورات الوضع في سورية، وأنا على اتصال دائم بسفارتنا في دمشق ومع مكتب رئيسة الوزراء، دعوت إلى اجتماع طارئ في الساعة 10:30 في وزارة الخارجية».