أخيراً عادت إلينا سورية العربية، سورية بني أمية، عادت إلى أحضان أمتها بعد اختطاف دام 53 سنة، بدأ سنة 1971 بانقلاب قاده حافظ الأسد، كتم به أنفاس الشعب السوري بحكم لطائفة من الأقليات على أغلبية الشعب السوري من مسلمين ومسيحيين، عرباً ودروزاً وأكراداً، وما إن مات في سنة 2000 حتى خلفه ابنه بشار بمسرحية هزلية تمت في مجلس النواب السوري ليواصل نهج أبيه، بل وبأسوأ منه بكثير.

ومن أجل تأمين حكم هذه العائلة المجرمة فقد استعانت بالروس وبالإيرانيين، الذين قاموا بما عجزت عن القيام به، وهو قمع الانتفاضات الشعبية الكثيرة بوحشية لا مثيل لها، وصلت إلى حد استخدام المدفعية والصواريخ، والغازات السامة والبراميل المتفجرة، وتحول هذا القمع إلى جهد إيراني واضح لا تخطئه العين، بمحاولة طائفية عنصرية كريهة لطمس أي صروح وآثار تدل على العهد العربي الأموي تحديداً.

Ad

الإيرانيون سيطروا على القرار السوري عسكرياً وسياسياً وحتى طائفياً، وقاموا بحملة وحشية لتهجير السوريين وتغيير التركيبة السكانية لذلك البلد العربي، وحولوا سورية إلى بلد فاشل اقتصادياً ضعيف عسكرياً، ومكّنوا أحزابهم الموالية لهم من القيام بإعدامات وحشية موثقة بالصوت والصورة ضد كل من حاول أن يصدهم، وكانت أعظمها في القصير، عندما ارتكب الحزب الشيطاني الموالي لإيران مذابح طالت حتى الأطفال.

النفوذ الإيراني في المنطقة بدأ بالأفول، فهذا ما نتوقعه ونتمناه، بدأ في لبنان بهزيمة حزبه الذي سيطر على القرار اللبناني، وحول ذلك البلد العربي إلى ضيعة إيرانية تأتمر بأمرها، وشارك في معارك ضد الشعب السوري، وتسبب في تهجير الملايين منهم.

جرائم بشار ضد سورية لا تعد ولا تحصى، ولكنه أضاف جريمة كبرى قبل هروبه بجلده، لقد ترك سورية في مهب الريح، وهذه آخر خياناته، كان عليه أن يوكّل أحداً ليسلم زمام أمور سورية إلى المعارضة السورية حتى لا تسقط فريسة للحروب الأهلية والتقسيم.

زبانية بشار جعلوا منه إلهاً، فأصابه الغرور بقدراته، وعندما سُئِل ما إذا شعر بأي عاطفة تجاه ما يفعله بالشعب السوري؟ كان جوابه: وهل عندما تسحق حشرة تهتم لمشاعرها؟ بشار تنازل للجميع إلا السوريين، وتشاور وتحاور مع الجميع ما عدا السوريين، فكان مصيره أن يسحقه السوريون كالحشرة.

زنازين سورية فُتحت وخرج منها الآلاف من الرجال والنساء، حتى الأطفال، كلٍ منهم سيروي مأساته ومعاناته والظلم الذي وقع عليه، ستفتح ملفات وستكشف فظائع يشيب لها الولدان.

دارت الدوائر على وكلاء إيران في لبنان وسورية، وستدور بحول الله على كل من خان بلده وقوميته وباع شرفه وانتماءه، سواء كان مسؤولاً أو حزباً، أو حتى بلداً.

فرحة العرب عارمة ولا توصف بعودة سورية إليهم، وستزيد الفرحة عندما يتسلم فيها زمام الأمور القوي الأمين، من يكون نصب عينيه المصلحة السورية أولاً والعربية ثانياً.