إسرائيل: بقاء سورية موحدة غير واقعي
واصلت التوغل جنوباً وأطلقت حملة لتدمير أسلحة للجيش السوري
في موقف يخالف معظم المواقف الدولية عامة والعربية خاصة، التي شددت على ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، قال وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر في مؤتمر صحافي، اليوم، إن «التفكير في دولة سورية واحدة مع سيطرة فعّالة وسيادة على كل مساحتها أمر غير واقعي»، معتبراً أن «المنطق هو السعي لحكم ذاتي للأقليات في سورية وربما مع حكم فدرالي».
وقال ساعر إن تل أبيب على «تواصل دائم مع الأكراد والدروز في سورية»، مشدداً على أهمية «حماية الأقليات»، مضيفاً أن زعماء المعارضة في سورية يتبنون «أيديولوجية متطرفة».
وأشار إلى ضرورة «توقف الهجمات على الأكراد، كما رأينا في منبج»، معتبراً أنه «على المجتمع الدولي التزام أخلاقي تجاه أولئك الذين قاتلوا بشجاعة ضد داعش، وكانوا أيضاً قوة استقرار في سورية».
ويقول خبراء إن إسرائيل قد تسعى لاستغلال الوضع لتحقيق مكاسب على المدى الطويل بما في ذلك تدمير أسلحة سورية قوية كانت تتجنب ضربها سابقاً على أساس أنها تحت سيطرة الجيش السوري، كما ستحاول فرض أمر واقع في الجنوب لخلق وتوسيع مناطق عازلة على طول الحدود، وربما على مستوى سياسي وامني الاستثمار في دعم أطراف سورية.
وزعم ساعر أن القوات الإسرائيلية التي توغلت بعمق 14 كيلومتراً داخل الاراضي السورية وسيطرت على المنطقة العازلة من السلاح بموجب اتفاق فصل القوات للعام 1974، سيكون وجودها هناك «محدوداً ومؤقتاً» لأهداف أمنية، كاشفاً أنه «تم استهداف مواقع أسلحة كيماوية وصواريخ طويلة المدى اشتبهنا بها في سورية، من أجل منع وقوعها بيد متطرفين»، معتبراً أن «إسرائيل ليس لديها مصلحة في التدخل في الشؤون الداخلية السورية بل تهتم فقط بالدفاع عن مواطنيها».
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الجيش «سيدمر الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة في أنحاء سورية، بما في ذلك صواريخ سطح-جو وأنظمة دفاع جوي وصواريخ سطح-سطح وصواريخ كروز وصواريخ بعيدة المدى وأنظمة صواريخ ساحلية «. وكشف مسؤول إسرائيلي كبير إن الغارات الجوية ستستمر في الأيام المقبلة.
وفي وقت مبكر من صباح أمس، قال الجيش إنه أرسل قوات برية إلى المنطقة منزوعة السلاح، وهي منطقة عازلة مساحتها 400 كيلومتر مربع تم إنشاؤها بموجب اتفاقية فصل القوات لعام 1974 وتشرف عليها قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف). ونشر الجيش اليوم صوراً لقوات خاصة إسرائيلية في منطقة جبل الشيخ السورية حيث سيطر على قاعدة عسكرية.
وأفادت وسائل إعلام سورية اليوم بتوغل بري اسرائيلي جديد بالتزامن مع قصف مستودعات أسلحة في درعا، بالإضافة إلى تحليق للطائرات الإسرائيلية في أجواء الجنوب السوري.
ودان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي «العدوان» الإسرائيلي على الأراضي السورية، واصفاً ما جرى بـ «الخرق للقانون الدولي». من ناحيتها، قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن القاهرة تدين «احتلال إسرائيل لأراض سورية» وتعتبر تحرك الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة العازلة محاولة «لفرض أمر واقع جديد على الأرض».
وجاء في البيان أن مصر تدين بأشد العبارات «استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع الجمهورية العربية السورية والمواقع القيادية المجاورة لها، بما يمثل احتلالاً لأراضٍ سورية ويعد انتهاكا لسيادتها، ومخالفة صريحة لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974».