في المرمى: توقف طويل وآثار محبطة
الاستعدادات الجارية لاستضافة بطولة «خليجي 26» لكرة القدم تشعرك بالفخر والغبطة، لأنها تعطيك صورة واضحة عن القدرات التنظيمية والطاقات البشرية، خصوصاً الشابة منها، والتي نتمتع بها في الكويت، إلا أنها وفي الوقت ذاته تصدر للنفس حالة من خيبة الأمل والإحباط الكبير عندما تكشف لنا وبشكل جلي عن مدى ضعف بنيتنا الرياضية التحتية لتصبح كافية للرد أو إسكات كل الأصوات التي تطالب أو تتساءل عن أسباب عدم تقدمنا لاستضافة البطولات والفعاليات الكبرى، كرة القدم تحديداً، وربما في ألعاب أخرى كذلك لاسيما الجماعية منها، باعتبار أننا لا نملك حتى الحد الأدنى من المنشآت المطلوبة للحصول على حق أو شرف مثل هذه الاستضافات أو الفعاليات التي غدت اشتراطاتها تكبر وتصعب كل يوم.
ولكي ندلل على مدى ما نعانيه من محدودية على مستوى البنية التحتية ما علينا إلا أن نعرف أننا ولكي نتمكن من تنظيم هذه البطولة، التي تعد وفق المعايير القارية والدولية صغيرة، اضطررنا لإيقاف النشاط الكروي المحلي لما يقارب الشهرين «بما يعادل بل يفوق أحياناً مدة العطلة الصيفية الفاصلة بين نهاية وبداية موسمين متتاليين»، وكل ذلك حتى يتسنى لنا تجهيز ملاعب التدريب واستادَي الاستضافة فقط، فما بالك لو كنا بصدد تنظيم بطولة كبرى تضم عدداً أكبر وفرقاً أكثر «كنا صرنا فرجة»، ولكم أن تتصوروا الانعكاسات والآثار السلبية لمثل طول هذا التوقف على الأندية واللاعبين بمناحٍ عدة رياضية كانت أو اقتصادية ولن نفصّل بشكل أكبر ونكتفي بالبعض لا الكل فيهما.
فمن الجانب الرياضي، تضطر الأندية إلى الاكتفاء بالتمارين أو تنظيم معسكرات تدريبية محلية أو خارجية وقد يتخللها مباريات تجريبية إن وجدت، نظراً لعدم تمكن الاتحاد من تنظيم حتى ولو بطولة تنشيطية كما جرت العادة في حال إيقاف النشاط مدة طويلة، وهو بالمناسبة لا يلام على ذلك لعدم توفر ملاعب لأنها كما أسلفنا تخضع للتجهيز للبطولة، وهو ما سيعود بالأندية إلى نقطة الصفر من الناحية الاستعدادية أي أنها ستكون كمن يبدأ لانطلاق الموسم من جديد فنياً وبدنياً، كما سيفتقد اللاعبون الرتم التنافسي للمباريات الرسمية، وهو ما سيؤدي إلى تراجع المستوى على الجانب النفسي والبدني.
أما التأثير على الجانب الاقتصادي، والذي تعاني منه الأندية أصلاً، فحدث ولا حرج، فهي «أي الأندية» خلال هذه الفترة التي تعتبر في منتصف الموسم تجد نفسها تدفع دون مقابل، وبمعني أوضح، ملزمة بعقود ورواتب للاعبيها المحترفين حتى المحليون، إضافة إلى الأجهزة الفنية لكنها لا تستفيد بشكل فعلي منهم باعتبار أن اللاعب غير معني بالقرارات الإدارية أو الحكومية بتوقف النشاط أو غيره، وهو موجود مع الفريق خلال هذه الفترة، تنفيذاً للعقد، ولذلك فالأندية بدورها ملزمة برواتبه إلا أنها لا تستفيد منه فعلياً لأنها لا تمارس نشاطاً بل تكتفي بالتدريبات، ناهيك عن تأثرها بتأخر أو توقف مداخيل مجدولة سلفاً كالإعلانات أو النقل التلفزيوني فهذه كلها دفعات مالية وإن أتت إلا أنها ستتأخر مما يسبب ربكة محاسبية أنديتنا في غنى عنها من الأساس.
بنلتي
نعاني قلة وشح الحضور الجماهيري في مباريات المنافسات المحلية، وجاءت فترة التوقف الطويلة «وزادت الطين بلة» لتصيب الحماس الجماهيري في مقتل إلى الدرجة التي نسيت فيه جماهير الأندية مراكز الأندية المتنافسة في جدول الترتيب، وبدأ الكثير منها يتساءل عن المرحلة التي توقف فيها الدوري الممتاز، أما دوري الدرجة الأولى فلهم الله جماهيرياً وإعلامياً وفنياً... «إلا على طاري فنياً هم بدوا مبارياتهم ولا بعد؟»