قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي خرجت بلاده من التطورات الأخيرة في سورية كرابح أول، إن سورية يجب ألّا تقسم مجدداً وأن يحكمها شعبها، متعهداً بالتحرك ضد أي شخص يسعى للمساس باستقرار السلطة الجديدة.
ونقلت «رويترز» عن أردوغان قوله: «من الآن فصاعداً لا يمكن أن نسمح بتقسيم سورية مجدداً. سنقف في وجه أي اعتداء على حرية الشعب السوري وسلامة أراضيه واستقرار السلطة الجديدة».
وفي بيان صادر عن دائرة الاتصال التابعة للرئاسة التركية، قال الرئيس التركي في اتصال هاتفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مارك روته، إن «تركيا ستبذل قصارى جهدها للمساهمة في بناء سورية خالية من الإرهاب».
وكانت «الخارجية» التركية قد انضمت الى دول عربية، بينها الكويت، استنكرت دخول القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة بين جنوب سورية وإسرائيل التي ينتشر فيها جنود الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان، في أعقاب إطاحة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
جاء ذلك فيما تواصل مسؤولون قطريون مع هيئة تحرير الشام الإسلامية، التي قادت مع فصائل معارضة أخرى إطاحة نظام حزب البعث، وتستعد للتواصل مع الحكومة الجديدة التي يرأسها محمد البشير، بعد أن تولت مقاليد الحكم اليوم.
وقال مسؤول لوكالة فرانس برس في الدوحة إن الهدف هو «الحفاظ على الهدوء وعلى المؤسسات العامة السورية خلال الفترة الانتقالية».
وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، إن «الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبل سورية».
وأضاف بلينكن: «تؤكد الولايات المتحدة دعمها الكامل للانتقال السياسي الذي تقوده سورية ويملكه السوريون».
وتابع: «يجب أن تؤدي عملية الانتقال هذه إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي يفي بالمعايير الدولية للشفافية والمساءلة، بما يتفق مع مبادئ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254».
وأكد أنه «يجب على عملية الانتقال والحكومة الجديدة أيضاً أن تلتزما بالتزامات واضحة باحترام حقوق الأقليات بشكل كامل، وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى كل المحتاجين، ومنع استخدام سورية كقاعدة للإرهاب أو تشكل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية وتدميرها بأمان».
وتابع: «الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبل سورية ويجب على جميع الدول أن تتعهد بدعم عملية شاملة وشفافة والامتناع عن التدخل الخارجي».
وأكد أن الولايات المتحدة «ستعترف وتدعم بشكل كامل حكومة سورية المستقبلية الناتجة عن هذه العملية ونحن على استعداد لتقديم كل الدعم المناسب لجميع المجتمعات والدوائر الانتخابية المتنوعة في سورية».
وختم «وكما قال الرئيس بايدن يوم الأحد، إن الإطاحة بطاغية واحد ثم صعود طاغية جديد في مكانه سيكون بمنزلة إهدار لهذه الفرصة التاريخية. لذا فقد أصبح من الواجب الآن على كل جماعات المعارضة التي تسعى إلى الحصول على دور في حكم سورية أن تثبت التزامها بحقوق جميع السوريين، وسيادة القانون، وحماية الأقليات الدينية والعرقية».
أما طهران التي خرجت كخاسر أكبر مما وصف بأنه الزلزال الاستراتيجي الأكبر في المنطقة منذ سنوات، فقد وجدت نفسها مضطرة إلى الحفاظ على توازن دقيق جدا في موقفها حيال سورية، مع السعي إلى النأي بنفسها عن الأسد الذي استحال مصدر إحراج لها، بعدما كان صديقا كبيرا. وكتبت وكالة فارس للأنباء، في انتقاد لم يكن ليتصوره أحد قبل أيام قليلة، أن الأسد «لم يصغِ جيداً إلى نصائح الجمهورية الإسلامية».
وانتقد التلفزيون الإيراني الرسمي الرئيس السوري المخلوع بكثرة، وذهبت صحيفة هم ميهن إلى حد القول، إن الأسد كان على رأس «نظام استبدادي وقمعي».
وفي أول تعليق لها بعد سقوط حكم الأسد، قالت إيران إنها تتمنى مواصلة «العلاقات الودية» مع سورية، مشددة على أن «تاريخاً طويلاً» يجمعهما. إلا أن بيان «الخارجية» الإيرانية شدد على أن ذلك سيكون في جزء منه رهناً بـ «تصرف الأطراف» على الأرض. الى ذلك، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن القائد العام لقوات الحرس الثوري، حسين سلامي، إصراه على أن إيران لم تضعف ولم يتقلص نفوذها بعد سقوط حليفها.
ووفق الحكومة الإيرانية، أعادت إيران، 4000 من مواطنيها من سورية منذ سيطرة الفصائل المسلحة على دمشق الأحد، عبر رحلات جوية من مطار دمشق. وكان يعيش حوالي 10 آلاف مواطن إيراني بسورية في السنوات الأخيرة، وفق أرقام رسمية.