احتضنت مملكة البحرين كعادتها السنوية «حوار المنامة» قبل عدة أيام، ذلك الحوار المتميز الذي استقبل ضيوفاً ومتحدثين متميزين من دول فاعلة في القرار السياسي ومؤسسات متميزة استراتيجيا، ولن أستطيع أن أعبر عن حفاوة الاستقبال والإدارة المتميزة للمؤتمر بكلمات تفيها حقها وسط إشادة الجميع، تقديراً لدعم جلالة ملك البحرين المعظم للمؤتمر، واهتمامه الشخصي بتعزيز متانة الخيوط الدبلوماسية خليجيا وإقليميا.
ومن أبرز الكلمات التي استقطبت الاهتمام سواء للصحافة التي عجت بها القاعات أو للأكاديميين وكتّاب المقالات الذين تابعوا بشغف الحلقات النقاشية الهادفة تلك التي جاءت ضمن الخطابات التالية:
• سمو الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود: دعا ترامب إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط، معربا عن أمله أن يمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام المحكمة الجنائية الدولية، ومشيراً إلى الدول الصديقة في المنطقة وأملها في تغيير المسار وسط الاضطراب وتكريس السلام.
• سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير خارجية المملكة العربية السعودية: أشار إلى أن أهميه التحلي بالإرادة السياسية لإحلال السلام وتجاوز الازمات وحرص من خلال كلمته على التحذير من استمرار تفاقم الأوضاع في غزة أن هذا يضعف منظومة الأمن الدولي ويهدد مصداقية القوانين والأعراف الدولية، في ظل استمرار إسرائيل بالإفلات من الأزمات، وحمل المجتمع الدولي مسؤولية تكثيف الجهود، والملاحظ من خلال حديثه حرص المملكة العربية السعودية على التمسك برؤية 2030 كحجر الزاوية لطموحاتها في تعزيز المسار التنموي والتحول الاقتصادي والاجتماعي.
• الدكتور عبداللطيف الزياني وزير خارجية مملكة البحرين، وأمين عام أسبق لمجلس التعاون الخليجي: لفت النظر من خلال كلمته إلى أهمية التعاون الاستراتيجي بين الشركاء من دول الشرق الأوسط لتعزيز الأمن والازدهار، مشيرا إلى أهمية دور المنظمات الإقليمية كجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي في تكريس السلام.
• فعاليات المنتدى استمرت، والجلسات الحوارية امتدت، متناولة الأمن الإقليمي بحضور شخصيات سياسية واقتصادية وأمنية وأكاديمية من وزراء ومختصين من أنحاء الكرة الأرضية كافة لتظهر مملكة البحرين بنهجها الدبلوماسي المتميز الذي نجحت في صياغته عبر السنين، ومن خلال الجلسات تابعت إصرار المتحدثين على ضرورة إنهاء الحروب ووقف إطلاق النار وتخفيف معاناة المدنيين عبر إيصال المساعدات.
• كرست مملكة البحرين الدبلوماسية الإقليمية كمفهوم من خلال «حوار المنامة» بنجاح وسط المشهد السياسي الدولي، معززة حرصها على التمسك بمظلة القانون الدولي، غير متناسية إدراج مواضيع حديثة هذا العام، ومنها دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
• كلمة أخيرة:
سعدت بحضور حوار المنامة واللقاء السنوي بشخصيات فاعلة في السياسة والاقتصاد والأهم من ذلك الإدارة الحكيمة لمسار الحوار والنقاش خلال ورش العمل التي حرصت على التزام الجميع بمسار الحوار البناء.