«صيدنايا» وويلات سجون الكيان الصهيوني!

نشر في 11-12-2024
آخر تحديث 10-12-2024 | 19:55
 د. محمد المقاطع

السجون الكبرى تتهاوى في العالم العربي! أكبر هذه السجون المفتوحة في أرض فلسطين الغالية، حيث يتم سجن أهل غزة وأهل الضفة الغربية بفلسطين، في أكبر سجنين مفتوحين في العالم بنظام «Detention Camps»، ففي غزة يتم سجن أكثر من مليوني فلسطيني، يتعرضون يومياً لأبشع صور الإبادة الجماعية، والقتل البطيء من خلال الحصار والتجويع والتعطيش، والاعتقال والتعذيب والترويع، والاغتصاب وهدم المنازل وقصف المنشآت، وقطع شريان الحياة بلا كهرباء ولا ماء ولا مشافٍ ولا قدرة على الحركة أو التنقل، حيث يواجههم الموت الزؤام والمحتوم يومياً وفي كل لحظة! وبصورة مماثلة تعاني الضفة من سجن كبير آخر!

إن من يحاصرهم هم وحوش بشرية من عصابات صهيونية مسلحة اعتادت القتل والتشريد والإبادة بكل صلف ووقاحة! وبمساندة أميركية معلنة بكل قبح وتبجح ولا إنسانية! وخلطة مساندة أوروبية تواقة للدماء وتمدهم بالعتاد تمثلها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا على الترتيب!

ورغم ذلك، فإن الصمود الأسطوري لأهل غزة والمقاومة الباسلة فيها قادرة على صد عدوانهم ووقف مخططهم وكشفه وإفشاله، وسيأتي اليوم الذي تسقط فيه دولة كيان العصابات الصهيونية وسجونه الفاشية، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

وها نحن قد أفقنا في صبيحة الجمعة والسبت 6 و7 ديسمبر على سقوط نظام عربي فاشي «نظام المستأسد وبعثه التخريبي» وكان قد أعمل آلته العسكرية تقتيلاً وهدماً وتعذيباً وسجناً لأهل سورية، ونهب الثروات ورهنها للغرب وللمجوس! وما إن سقط هذا النظام حتى بدأت المعلومات الخطيرة تنكشف، ففضلاً عن العمالة للكيان الصهيوني، الذي لم يرَ في نظام المستأسد خطراً في يوم من الأيام، اكتشفنا أنه قد أقام في سورية سجوناً ومسالخ بشرية لا تعد ولا تحصى في كل المدن والقرى والأرياف السورية، يتم من خلالها دفن الناس أحياء وتنفيذ إعدامات جماعية بالمكابس والمقاصل والشنق يومياً بالمئات، ويحكم الناس بالنار والحديد، وأبى الله إلا أن يسقط «هبل» المستأسد وتنكشف كل ممارساته اللاإنسانية واللاأخلاقية والوحشية هو ونظامه والفرس المجوس وحزب اللات اللبناني، ولكن حكمة الله ومشيئته أكبر وأقدر فتساقطوا واحداً تلو الآخر، وكُشف عن سجن صيدنايا الذي مثل أقذر وأنكى السجون الوحشية المعاصرة، المماثلة لسجون الكيان الصهيوني ووحشيته، وانتصرت الثورة والثوار، واستعادت سورية حريتها، وبقي تخلصها من المؤامرات وفلول المجوس وحزب اللات والبعث مرحلة مهمة، وكذلك مؤامرات أميركا والصهاينة التي لا تقبل إلا أن ترزح دولنا وشعوبها تحت الظلم والاستبداد والقهر والتعذيب! والسؤال الكبير اليوم هو: كم سجناً آخر كـ «صيدنايا» في الدول العربية المستبدة والظالمة! ولكننا على يقين بأن الدوائر تدور على الظالم مصداقاً لقول الله تعالى: «وَتِلْكَ ٱلْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ».

وقد جاءت لحظات الفرج بإذن الله والتحرر من الكيان الصهيوني الجاثم في فلسطين وحلفائه من الدول الغربية ومن في ركبهم، التي تسعى لتدميرنا ودولنا بمخطط خبيث «الشرق الأوسط الجديد»، ولكن الله سيرد كيدهم إلى نحورهم بحوله وقوته.

«وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».

back to top