ريشة مونل جنحو تؤمن بأن «الأشياء لها روح»
معرض جديد لفنانة مصرية منغمسة في النوستالجيا
تعلُّق الإنسان بالأشياء والجمادات ظاهرة شائعة ومعقدة، ترتبط في كثير من الأحيان بالمشاعر والحنين إلى الماضي، أو ما يُعرف بـ «النوستالجيا». وهذا الموضوع أثار العديد من العلماء الذين بحثوا في سر العلاقة بين البشر والأشياء، ويبدو أن هذه المسألة لم تشغل بال العلماء فقط، حيث إن الفنانة التشكيلية المصرية مونل جنحو أطلقت معرضها الجديد «الأشياء لها روح»، في محاولة منها للإجابة عبر الريشة والألوان عن تلك العلاقة.
النفس البشرية غامضة تتأثر بالمشاعر والأحاسيس. ووفقاً لدراسات علمية عديدة، فإن الأشياء قد تحمل معاني رمزية تتجاوز وجودها المادي، فعندما يمتلك الشخص شيئًا ما، قد يرتبط بهذا الشيء بذكريات معينة، تجعله متمسكًا به كجزء من الهوية والانتماء.
وهذه الظاهرة قد تنطلق من سياق اجتماعي وثقافي، ومثال على ذلك تمسكنا بالأشياء القديمة التي تعكس ارتباطنا بالتراث والتقاليد، وبالتالي تبرز قيمة هذه الأشياء في نظر البشر، كما أن التفاعل مع هذه الأشياء يمكن أن يكون وسيلة تواصل بين الأجيال، من منطلق وجود قواسم مشتركة بين الناس بشأنها، كالارتباط النفسي بمقهى شهير له تاريخ أو معلم أثري أو شاطئ في مدينة ساحلية... إلخ.
نوستالجيا
من هذا المنطلق تحتفي قاعة ديمي للفنون التشكيلية في ضاحية الزمالك بالفنانة جنحو، حيث تقيم معرضها الشخصي الجديد تحت عنوان «الأشياء لها روح».
وفي هذا المعرض، يبدو أن ريشة جنحو منغمسة في النوستالجيا وتؤمن بأهميتها، مثل الكثير من البشر لديه حنين إلى الماضي أو متعلق بأشياء ارتبط بها لفترة أو له ذكريات فيها.
رائحة البيوت
وحول معرضها الجديد تقول جنحو: «تمر من أمام الأشياء العادية فتستحضر حيوات مرت عليك، وفجأة تتذكر بعذوبة هذه اللحظة أو تلك، فرائحة معينة تُدخلك في حضن جدتك، وساعة حائط توقفت بوفاء يوم رحيل صاحبها، تُذكرك به عند مرورك من أمامها، وتعود إلى مقعدك المفضل وتجده أخذ منحنيات جسدك كأنه ينتظرك ليحتضنك ويربت عليك بعد يوم عمل شاق، فتنظر إليه ممتنًا لحُسن الاستقبال، وتلمح إطارات الصور أمامك وتراها تنبض بالحياة وبها أولادك يمرحون والكل يضحك، ثم ترى مجلة قديمة وتخال نفسك هذا الطفل الذي لم يكبر بعد، ثم تجد ماكينة الخياطة التي أصبحت جزءًا من ديكور منزلك لكنك ترى فيها وجوه كل الأمهات وطعم ورائحة كل البيوت... إذا رأيت نفسك في أي من هذه اللوحات، فاعرف أن عندك حنيناً وأنك عشت نفس أيامي، وأن الأشياء لها روح».
مونل جنحو فنانة مصرية من أصول متعددة الثقافات، تخرجت في المدارس الفرنسية، ورغم أنها أحبت الفن منذ نعومة أظفارها، فإنها درست السياحة، وجعلت الفن هواية لها بالتوازي مع عملها مرشدة سياحية، ثم في المعهد الثقافي الفرنسي بمصر، وفي عام 2011 قرّرت احتراف الفن وتكريس نفسها له، فالتحقت بالعديد من مدارس الفنون، وأكملت دراستها في أكاديمية الفنون الجميلة بفلورنسا.
ألوان جريئة
وتضع جنحو المرأة على رأس اهتماماتها، وتتميز بأن ألوانها قوية، وجريئة وصريحة في كثير من الأحيان، وهي تشبه شخصيتها كما تقول دائمًا. وتقيم معرضًا فرديًا كل عام، إلى جانب مشاركتها في معارض جماعية، وشاركت في معرض بيروت للفنون، كما شاركت في معرض دوكومنتا في كاستل بألمانيا، وأقامت معرضًا في دبي مايو الماضي.
ولها لوحات في العديد من الدول التي اقتناها أفراد وشركات مثل موناكو، فرنسا، سويسرا، تركيا، الولايات المتحدة، لبنان، دبي، قطر، ولديها أيضا بعض تجارب في مجال النحت.