في المرمى
مبروك للمغرب والسعودية
في سابقة هي الأولى في التاريخ للدول العربية، وربما تكاد تكون الأخيرة، إن لم تكن هي كذلك بالفعل، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، أمس، فوز كل من المملكة المغربية «ضمن تحالف يضم إسبانيا والبرتغال»، والمملكة العربية السعودية بشرف حق استضافة مونديالي 2030 و2034 على التوالي. يأتي هذا النجاح استكمالاً لأولى خطوات المسيرة التي بدأتها دولة قطر بخطوتها الجريئة عندما ظفرت بأول استضافة عربية لتنظيم بطولة كأس العالم 2022، والذي نجحت فيه نجاحاً باهراً وقدمت أجمل مونديال في التاريخ، ليأتي الدور الآن على الأشقاء في المغرب والسعودية ليجعلونا ننتظر بلهفة لما سيقدمون كما انتظرنا مونديال 2022 في قطر والذي لم يخيب الظن بل جاء خارج إطار التوقعات.
بالتأكيد تملؤنا الغبطة والفرح للأشقاء بعد الوصول إلى أهدافهم التي وضعوها فالمملكة المغربية نجحت بعد محاولات عدة في الحصول على مبتغاها لتنظيم البطولة الأغلى والأشهر في الرياضة العالمية، أما المملكة العربية السعودية فقد استعدت لخوض هذا المعترك للاستضافة بروية وبخطوات مدروسة لتقدم الملف الأفضل والأعلى تقييماً في التاريخ، ونجحت من خلاله بأن تتحاشى بقية الدول الطامحة من القارة الآسيوية بالدخول معها في المنافسة، فهنيئاً وملايين مبروك بعدد العرب والمنصفين في العالم لكل من الأشقاء في المغرب والسعودية هذا النجاح والفوز بانتظار القادم الجميل.
وفي الوقت الذي نعبر عن مشاعرنا لنجاح الأشقاء لا بد لنا أن نرثي حالنا «خلف الله علينا» بعد أن أصبحنا أسرى الماضي الذي كنا نقود فيه يوماً الركب ومضرب المثل في الريادة والتقدم، فصرنا نبكي على الأطلال، بعد أن أضعنا فرصنا، لنقف نشاهد من حولنا وقد بدأ من حيث توقفنا، وأدار عجلته للتقدم، فصار العمل الجاد نهجاً ومنهجاً، وقل الكلام، ووُضع الأشخاص المناسبون في أماكنهم، وأصبح الإنتاج هو المقياس للاستمرار لا القرب ولا الواسطة ولا المصالح الضيقة والعلاقات الشخصية، فهل ترى سيأتي يوم ونستفيد من تجارب الآخرين ونجاحاتهم كما استفادوا هم يوماً من نجاحاتنا وشعروا بالغيرة الحميدة ليتطورا بل ويتفوقوا على من سبقهم أم سنبقى «محلك راوح» بلا تقدم ولا عمل إلا في أوراق تملأ الأدراج ولا تخرج إلا للبهرجة الإعلامية دون أن يكون لها مكان في أرض الواقع الذي أصبحنا وفقه في آخر الركب؟
بنلتي
إلى أن يدرك مسؤولونا أن الرياضة أصبحت صناعة وتحتاج إلى أدوات كثيرة لتحركها وتكون منتجة، سنستطيع أن نقول بأننا سنتطور، وإلى أن يأتي ذلك الحين «خلونا نسولف عن الجيل الذهبي، والمباراة الفلانية وهذاك القول اللي حطه علان ويبقى حالنا على كنا وكان وكانوا»... وتالي نشوف اللي حوالينا بدربيل.